الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين اسم الإشارة يشير إلى هذا الخبر الكريم؛ الذي أخبر به الحكيم العليم؛ وأن العاقبة للصالحين؛ و "البلاغ "؛ يطلق بمعنى المنتهى والكفاية؛ ويطلق بمعنى التبليغ؛ وعلى [ ص: 4928 ] أن الإشارة إلى الخبر في الآية السابقة؛ يكون معنى البلاغ هو التبليغ؛ أي: إن هذا تبليغ للعابدين الذين امتلأت قلوبهم بعبادة الله (تعالى)؛ وصارت العبادة وصفا ملازما لهم؛ لا يفارقونه؛ وصارت قلوبهم خاضعة؛ وألسنتهم تترطب دائما بذكره.

                                                          ويصح أن تكون الإشارة إلى ما ذكر في السورة من قصص النبيين؛ ومواعظ وتوجيهات إلى الكون وأسراره؛ ويكون معنى "بلاغا "؛ منتهى وكفاية يدركها العابدون؛ ويفهم لبها العاكفون على عبادته - سبحانه.

                                                          وإنى أميل إلى التخريج الأول; لأن الإشارة بقوله (تعالى): "إن في هذا "؛ إشارة إلى القريب؛ ولو كانت إلى المذكور في السورة كلها؛ من قوله (تعالى): "اقترب للناس... "؛ إلى هذه الآية؛ فقال - عز من قائل -: "إن في هذا "؛ ولكلام الله (تعالى) المثل الأعلى؛ وليس لنا أن نتطاول على مقام كتابه المعجز؛ الحكيم الخالد.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية