الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين أي أن رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - مقصورة على أن تكون رحمة للعالمين؛ أي: لكل العقلاء؛ ورحمته - صلى الله عليه وسلم - في أنه بعث على فترة من الرسل; لإنقاذ الناس من الأوهام التي أركسوا فيها؛ وصاروا بها في عمياء ضاربة عليهم؛ لا يدركون معها حقا من باطل؛ وأنهم كانوا يتسافكون الدماء؛ وقد أكلت العداوة كل معاني الخير في فطرهم؛ واشتفت كل ينابيع المودة في صدورهم؛ وكان - صلى الله عليه وسلم - رحمة بشريعته التي دونت في القرآن؛ وبينتها السنة النبوية المطهرة؛ بلسانه؛ وعمله؛ وإقراره؛ حتى ترك الناس على المحجة البيضاء؛ التي ليلها كنهارها؛ ولقد قال (تعالى): يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ؛ وقد جاءت هذه الشريعة مشتملة على مصالح العباد؛ فكل ما فيها مصلحة؛ واستغرقت كل المصالح بالعبارة؛ وبالإشارة؛ وبوضع أصول كل نفع إنساني؛ والله رؤوف بالعباد.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية