الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مسك نائب السلطنة أرغون شاه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ليلة الخميس الثالث والعشرين من ربيع الأول مسك نائب السلطنة بدمشق الأمير سيف الدين أرغون شاه ، وكان قد انتقل إلى القصر الأبلق بأهله ، فما شعر وسط الليل إلا ونائب طرابلس الأمير سيف الدين ألجيبغا المظفري الناصري ركب إليه في طائفة من الأمراء الألوف وغيرهم ، فأحاطوا به ، ودخل عليه من دخل وهو مع جواريه نائم ، فخرج إليهم ، فقبضوا عليه وقيدوه ، ورسموا عليه ، وأصبح الناس أكثرهم لا يشعر بشيء مما وقع ، فتحدث الناس بذلك ، واجتمعت الأتراك إلى الأمير سيف الدين ألجيبغا المذكور ، ونزل بظاهر [ ص: 513 ] البلد ، واحتيط على حواصل أرغون شاه ، فبات عزيزا وأصبح ذليلا ، وأمسى علينا نائب السلطنة ، فأصبح وقد أحاط به الفقر والمسكنة ، فسبحان من بيده الأمر مالك الملك ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، وهذا كما قال الله تعالى : أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون [ الأعراف : 97 ] . ثم لما كان ليلة الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الأول أصبح مذبوحا ، فأثبت محضر بأنه ذبح نفسه ، فالله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية