الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن قال إن تزوجتك فأنت علي كظهر أمي وأنت طالق قلت : أرأيت إن قال رجل لامرأة إن تزوجتك فأنت علي كظهر أمي وأنت طالق ، [ ص: 316 ] وقال لها أنت علي كظهر أمي وأنت طالق إن تزوجتك ، أيكون هذا سواء في قول مالك ، وما يلزم الزوج من هذا الظهار ومن هذا الطلاق قال : قال مالك في الرجل يقول في المرأة إن تزوجتها فهي طالق وهي علي كظهر أمي : إنه إن تزوجها وقع عليه الطلاق والظهار جميعا ، فإن تزوجها بعد ذلك لم يقربها حتى يكفر كفارة الظهار ، لأن الطلاق والظهار وقعا جميعا معا في الوجهين ، وإنما تكلم مالك في الذي يقول لامرأة إن تزوجتك فأنت طالق وأنت علي كظهر أمي أنه إن تزوجها وقع عليها الظهار والطلاق جميعا والذي قدم الظهار أبين عندي .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : لو أن رجلا قال لامرأة تحته أنت طالق ألبتة وأنت علي كظهر أمي قدم الطلاق ، طلقت عليه ألبتة ، فإن تزوجها بعد زوج لم يكن عليه كفارة في الظهار لأن الظهار وقع عليها وليست له بامرأة وهي مخالفة للذي يقول إن تزوجتك فأنت طالق وأنت علي كظهر أمي ، لأن هذه ليست في ملكه فوقعا جميعا مع النكاح كذلك فسر مالك فيهما جميعا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية