الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كائنة غريبة جدا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الأولى استسلم القاضي الحنبلي جماعة من اليهود كان قد صدر منهم نوع استهزاء بالإسلام وأهله ، فإنهم حملوا رجلا منهم - صفة أنه ميت على نعش - ويهللون كتهليل المسلمين أمام الميت ، ويقرءون : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد [ الإخلاص : 1 - 4 ] فسمع بهم من بحارتهم من المسلمين ، فأخذوهم إلى ولي الأمر نائب السلطنة ، فدفعهم إلى الحنبلي ، فاقتضى الحال استسلامهم ، فأسلم يومئذ منهم ثلاثة ، وتبع أحدهم ثلاثة أطفال ، وأسلم في اليوم الثاني ثمانية آخرون ، فأخذهم المسلمون ، وطافوا بهم في الأسواق يهللون ويكبرون ، وأعطاهم أهل الأسواق شيئا كثيرا ، وراحوا بهم إلى الجامع فصلوا ، ثم أخذوهم إلى دار السعادة ، فاستطلقوا لهم شيئا ، ورجعوا وهم في ضجيج وتهليل وتقديس ، وكان يوما مشهودا . ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 535 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية