الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      275- قال: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) لأنه من "أقسط يقسط". و"الإقساط": العدل. وأما "قسط" فإنه "جار" قال: (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) فـ "أقسط": عدل و"قسط": جار. قال: (وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) .

                                                                                                                                                                                                                      قال: (مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) يقول: "فانكحوا واحدة: (أو ما ملكت أيمانكم) . أي: أنكحوا ما ملكت أيمانكم. وأما ترك الصرف في: (مثنى وثلاث ورباع) فإنه عدل عن "اثنين وثلاث وأربع" كما أنه من عدل " عمر " عن " عامر " لم يصرف. وقال تعالى: (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) فنصب. وقال: (أن تقوموا لله مثنى وفرادى) فهو معدول كذلك، ولو سميت به

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 245 ] صرفت لأنه إذا كان اسما فليس في معنى "اثنين وثلاثة وأربعة". كما قال "نزال" حين كان في معنى "انزلوا" وإذا سميت به رفعته.

                                                                                                                                                                                                                      قال الشاعر: [ عمرو ذو الكلب ]:


                                                                                                                                                                                                                      (172) أحم الله ذلك من لقاء أحاد أحاد في شهر حلال

                                                                                                                                                                                                                      وقال [ ساعدة بن جؤية ]:


                                                                                                                                                                                                                      (173) ولكنما أهلي بواد أنيسه     ذئاب تبغى الناس مثنى وموحدا

                                                                                                                                                                                                                      وقال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) يقول: "لينكح كل واحد منكم كل واحدة من هذه العدة" كما قال تعالى: (فاجلدوهم ثمانين جلدة) يقول: "فاجلدوا كل واحد منهم".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية