الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ( 101 ) )

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : قل ، يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك ، السائليك الآيات على صحة ما تدعوهم إليه من توحيد الله وخلع الأنداد والأوثان : انظروا ، أيها القوم ، ماذا في السماوات من الآيات الدالة على حقيقة ما أدعوكم إليه من توحيد الله ، من شمسها وقمرها ، واختلاف ليلها ونهارها ، ونزول الغيث بأرزاق العباد من سحابها وفي الأرض من جبالها ، وتصدعها بنباتها ، وأقوات أهلها ، وسائر صنوف عجائبها ، فإن في ذلك لكم إن عقلتم وتدبرتم موعظة ومعتبرا ، [ ص: 215 ] ودلالة على أن ذلك من فعل من لا يجوز أن يكون له في ملكه شريك ، ولا له على تدبيره وحفظه ظهير يغنيكم عما سواه من الآيات .

يقول الله جل ثناؤه : ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) ، يقول جل ثناؤه : وما تغني الحجج والعبر والرسل المنذرة عباد الله عقابه ، عن قوم قد سبق لهم من الله الشقاء ، وقضى لهم في أم الكتاب أنهم من أهل النار ، لا يؤمنون بشيء من ذلك ولا يصدقون به . ( ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية