الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      ومن يقل منهم أي : من الملائكة ، الكلام فيهم وفي كونهم بمعزل مما قالوا في حقهم إني إله من دونه متجاوزا إياه تعالى فذلك الذي فرض قوله فرض محال نجزيه جهنم كسائر المجرمين ولا يغني عنهم ما ذكر من صفاتهم السنية وأفعالهم المرضية ، وفيه من الدلالة على قوة ملكوته تعالى وعزة جبروته واستحالة كون الملائكة بحيث يتوهم في حقهم ما توهمه أولئك الكفرة ما لا يخفى .

                                                                                                                                                                                                                                      كذلك نجزي الظالمين مصدر تشبيهي مؤكد لمضمون ما قبله ، أي : مثل ذلك الجزاء الفظيع نجزي الذين يضعون الأشياء في غير مواضعها ويتعدون أطوارهم ، والقصر المستفاد من التقديم معتبر بالنسبة إلى النقصان دون الزيادة ، أي : لا جزاء أنقص منه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية