الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عودة الملك الناصر حسن ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وذلك يوم الاثنين ثاني شهر شوال اتفق جمهور الأمراء مع الأمير شيخون وصرغتمش - في غيبة طاز في الصيد - على خلع الملك الصالح صالح بن الناصر ، وأمه بنت تنكز ، وإعادة أخيه الملك الناصر حسن ، وكان ذلك يومئذ ، وألزم الصالح بيته مضيقا عليه ، وسلم إلى أمه خوندة بنت الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام ، كان ، فطلبوا طاز ، وأمسك أخوه جنتمر ، وأخو السلطان الصالح [ ص: 564 ] لأمه عمر بن أحمد بن بكتمر الساقي ، ووقعت خبطة عظيمة بالديار المصرية ، ومع هذا فلم يقبل البريد إلى الشام وخبر البيعة إلا يوم الخميس الثاني عشر من هذا الشهر ، قدم بهما الأمير عز الدين أيدمر الشمسي ، وبايع النائب بعد ما خلع عليه خلعة سنية ، والأمراء بدار السعادة على العادة ، ودقت البشائر ، وزين البلد ، وخطب له الخطيب يوم الجمعة على المنبر بحضرة نائب السلطنة والقضاة والدولة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي صبيحة يوم الخميس تاسع عشر شوال دخل دمشق الأمير سيف الدين منجك على نيابة طرابلس ، ونزل القصر الأبلق مع الأمير عز الدين أيدمر ، فأقام أياما عديدة ثم سار إلى بلده بعد أيام .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي صبيحة يوم الخميس السادس والعشرين منه دخل الأمير سيف الدين طاز من الديار المصرية في جماعة من أصحابه مجتازا إلى نيابة حلب المحروسة ، فتلقاه نائب السلطنة إلى قريب من جامع كريم الدين بالقبيبات ، وشيعه إلى قريب من باب الفراديس ، فسار ونزل بوطأة برزة فبات هنالك ، ثم أصبح غاديا ، وقد كان بالديار المصرية نظير الأمير شيخون ، ولكن قوي عليه فسيره إلى بلاد حلب ، وهو محبب إلى العامة لما له من السعي المشكور في أمور كبار ، كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية