الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ( 107 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه : وإن يصبك الله ، يا محمد بشدة أو بلاء ، فلا كاشف لذلك إلا ربك الذي أصابك به ، دون ما يعبده هؤلاء المشركون من الآلهة والأنداد ( وإن يردك بخير ) ، يقول : وإن يردك ربك برخاء أو نعمة وعافية وسرور ( فلا راد لفضله ) ، يقول : فلا يقدر أحد أن يحول بينك وبين ذلك ، ولا يردك عنه ولا يحرمكه; لأنه الذي بيده السراء والضراء ، دون الآلهة والأوثان ، ودون ما سواه ( يصيب به من يشاء ) ، يقول : يصيب ربك ، يا محمد بالرخاء والبلاء والسراء والضراء ، من يشاء ويريد ( من عباده وهو الغفور ) ، لذنوب من تاب وأناب من عباده من كفره وشركه إلى الإيمان به وطاعته ( الرحيم ) بمن آمن به منهم وأطاعه ، أن يعذبه بعد التوبة والإنابة .

التالي السابق


الخدمات العلمية