الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5305 [ ص: 364 ] باب: في الذي يأمر بالمعروف ولا يفعله

                                                                                                                              وقال النووي في الجزء الخامس: ( باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص117،118 ج18 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أسامة بن زيد ; قال: قيل له: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال: أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ والله! لقد كلمته فيما بيني وبينه. ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه. ولا أقول لأحد يكون علي أميرا: إنه خير الناس، بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون يا فلان! ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى. قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن أسامة بن زيد) رضي الله عنهما; ( قال: قيل له: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال: ألا ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟) .

                                                                                                                              [ ص: 365 ] وفي بعض النسخ: "إلا سمعكم". وكله بمعنى: أتظنون أني لا أكلمه، إلا وأنتم تسمعون؟

                                                                                                                              ( والله! لقد كلمته فيما بيني وبينه. ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه) . يعني: المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ، كما جرى لقتلة عثمان "رضي الله عنه".

                                                                                                                              وفيه: الأدب مع الأمراء، واللطف بهم، ووعظهم سرا، وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه. وهذا كله إذا أمكن ذلك. فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار; فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق.

                                                                                                                              ( ولا أقول لأحد "يكون علي أميرا": إنه خير الناس، بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه) . قال أبو عبيد: "الأقتاب" الأمعاء. قال الأصمعي: واحدها: "قتبة". وقال غيره: "قتب". وقال ابن عيينة: هي ما استدار في البطن، وهي الحوايا والأمعاء. وهي الأقصاب. واحدها: "قصب".

                                                                                                                              والاندلاق بالدال المهملة: خروج الشيء من مكانه.

                                                                                                                              ( فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان! ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟

                                                                                                                              [ ص: 366 ] فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) .

                                                                                                                              فيه: نعي على أهل العلم، الذين لا يعملون بعلمهم. ومثله قوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ، وقوله تعالى: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا . ونعوذ بالله من جميع ما كرهه الله.

                                                                                                                              كتاب الصيد والذبائح

                                                                                                                              وزاد النووي : ( وما يؤكل من الحيوان) . وزاد في المنتقى لفظ: ( الأطعمة) بعد لفظ: ( الكتاب) .

                                                                                                                              والأحاديث الواردة في الاصطياد، فيها كلها إباحة الصيد. قال النووي : وقد أجمع المسلمون عليه، وتظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة والإجماع. قال عياض : هو مباح لمن اصطاد للاكتساب والحاجة، والانتفاع به بالأكل وثمنه. قال: واختلفوا فيمن اصطاد للهو، ولكن قصد تذكيته والانتفاع به; فكرهه مالك . وأجازه الليث وابن عبد الحكم. قال: فإن فعله بغير نية التذكية فهو حرام، لأنه فساد [ ص: 367 ] في الأرض، وإتلاف نفس عبثا. انتهى . قلت: وتدل أحاديث أخرى: على إباحة الصيد بالكلاب المعلمة.

                                                                                                                              وإليه ذهب الجمهور من غير تقييد. واستثنى أحمد وإسحاق: الكلب الأسود. وقالا: لا يحل الصيد به; لأنه شيطان. ونقل عن الحسن، وإبراهيم وقتادة: نحو ذلك. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية