الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون

                                                                                                                                                                                                                                      إذ قال لأبيه وقومه ظرف لـ "آتينا" على أنه وقت متسع وقع فيه الإيتاء وما ترتب عليه من أفعاله وأقواله ، وقيل : مفعول لمضمر مستأنف وقع تعليلا لما قبله ، أي : اذكر وقت قوله لهم : ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون لتقف على كمال رشده وغاية فضله . والتمثال : اسم لشيء مصنوع مشبه بخلق من خلائق الله تعالى ، وهذا تجاهل منه عليه السلام حيث سألهم عن أصنامهم بما التي يطلب بها بيان الحقيقة ، أو شرح الاسم كأنه لا يعرف أنها ماذا مع إحاطته بأن حقيقتها حجر أو شجر اتخذوها معبودا ، وعبر عن عبادتهم لها بمطلق العكوف الذي هو عبارة عن اللزوم والاستمرار على الشيء لغرض من الأغراض قصدا إلى تحقيرها وإذلالها وتوبيخا لهم على إجلالها . واللام في "لها" للاختصاص دون التعدية ، وإلا لجيء بكلمة "على" والمعنى : أنتم فاعلون العكوف لها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية