الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وصول السلطان الملك المنصور إلى المصطبة غربي عقبة سجورا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان ذلك في يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر رمضان في جحافل عظيمة كالجبال ، فنزل عند المصطبة المنسوبة إلى عم أبيه الملك الأشرف خليل بن المنصور قلاوون ، وجاءت الأمراء ونواب البلاد لتقبيل يده والأرض بين يديه; كنائب حلب ، ونائب حماة وهو الأمير علاء الدين المارداني ، وقد عين لنيابة دمشق ، وكتب تقليده بذلك ، وأرسل إليه وهو بحماة ، فلما كان يوم [ ص: 639 ] السبت السابع والعشرين منه خلع على الأمير علاء الدين علي المارداني بنيابة دمشق ، وأعيد إليها عودا على بدء ، ثم هذه الكرة الثالثة ، وقبل يد السلطان ، وركب عن يمينه ، وخرج أهل البلد لتهنئته ، هذا والقلعة محصنة بيد بيدمر ، وقد دخلها ليلة الجمعة ، واحتمى بها هو ، ومنجك ، وأسندمر ، ومن معه من الأعوان بها ، ولسان حال القدر يقول : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة [ النساء : 78 ] .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان يوم الأحد طلب قضاة القضاة ، وأرسلوا إلى بيدمر وذويه بالقلعة ليصالحوه على شيء يشترطونه ، فكان ما سنذكره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية