الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب التسبيح بالحصى

                                                                      1500 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن خزيمة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( على امرأة ) : قال القاري أي محرم له أو كان ذلك قبل نزول الحجاب على أنه لا يلزم من الدخول الرؤية ولا من وجود الرؤية حصول الشهوة ( وبين يديها ) : الواو للحال ( نوى ) : جمع نواة وهي عظم التمر ( أو حصى ) : شك من الراوي ( تسبح ) : أي المرأة ( به ) : أي بما ذكر من النوى أو الحصى ، وهذا أصل صحيح لتجويز السبحة بتقريره ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه في معناها إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يعد به ، ولا يعتد بقول من عدها بدعة ( فقال ) : أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( بما هو أيسر ) : أي أسهل وأخف ( عليك من هذا ) : أي من هذا الجمع والتعداد ( أو أفضل ) : قيل أو للشك من سعد أو ممن دونه ، وقيل بمعنى الواو ، وقيل بمعنى بل وهو الأظهر . قال ابن الملك تبعا للطيبي وإنما كان أفضل لأنه اعتراف بالقصور وأنه لا يقدر أن يحصي ثناءه ، وفي العد بالنوى إقدام على أنه قادر على الإحصاء ( عدد ما خلق ) : فيه تغليب لكثرة غير ذوي العقول الملحوظة في المقام ( في السماء ) : أي في عالم العلويات جميعها ( عدد ما خلق في الأرض ) : أي في عالم [ ص: 270 ] السفليات كلها كذا قيل ، والأظهر أن المراد بهما السماء والأرض المعهودتان لقوله ( وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك ) : أي ما بين ما ذكر من السماء والأرض ( وسبحان الله عدد ما هو خالق ) : أي خالقه أو خالق له فيما بعد ذلك واختاره ابن حجر المكي وهو أظهر ، لكن الأدق الأخفى ما قال الطيبي أي ما هو خالق له من الأزل إلى الأبد ، والمراد الاستمرار فهو إجمال بعد التفصيل ، لأن اسم الفاعل إذا أسند إلى الله تعالى يفيد الاستمرار من بدء الخلق إلى الأبد كما تقول الله قادر عالم فلا تقصد زمانا دون زمان كذا في المرقاة وفي النيل . والحديث دليل على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمرأة على ذلك وعدم إنكاره ، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز وقد وردت بذلك آثار .

                                                                      قال المنذري . وأخرجه الترمذي والنسائي ، وقال الترمذي حسن غريب من حديث سعد .




                                                                      الخدمات العلمية