الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ( 33 ) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ( 34 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال نوح لقومه حين استعجلوه العذاب : يا قوم ، ليس الذي تستعجلون من العذاب إلي ، إنما ذلك إلى الله لا إلى غيره ، هو الذي يأتيكم به إن شاء ( وما أنتم بمعجزين ) يقول : ولستم إذا أراد [ ص: 305 ] تعذيبكم بمعجزيه ، أي بفائتيه هربا منه ، لأنكم حيث كنتم في ملكه وسلطانه وقدرته ، حكمه عليكم جار ( ولا ينفعكم نصحي ) ، يقول : ولا ينفعكم تحذيري عقوبته ، ونزول سطوته بكم على كفركم به ( إن أردت أن أنصح لكم ) ، في تحذيري إياكم ذلك ، لأن نصحي لا ينفعكم ، لأنكم لا تقبلونه . ( إن كان الله يريد أن يغويكم ) ، يقول : إن كان الله يريد أن يهلككم بعذابه ( هو ربكم وإليه ترجعون ) ، يقول : وإليه تردون بعد الهلاك .

حكي عن طيئ أنها تقول : "أصبح فلان غاويا" : أي مريضا .

وحكي عن غيرهم سماعا منهم : "أغويت فلانا" ، بمعنى أهلكته و"غوي الفصيل" ، إذا فقد اللبن فمات .

وذكر أن قول الله : ( فسوف يلقون غيا ) ، [ سورة مريم : 59 ] ، أي هلاكا .

التالي السابق


الخدمات العلمية