الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ؛ أي: " وإن وقع ذو عسرة " ؛ ولو قرئت: " وإن كان ذا عسرة " ؛ لجاز؛ أي: وإن كان المدين الذي عليه الدين ذا عسرة؛ ولكن لا يخالف المصحف؛ والرفع على أن " إن كان " ؛ على معنى " إن وقع ذو عسرة " ؛ ورفع " فنظرة إلى ميسرة " ؛ على " فعلى الذي تعاملونه نظرة " ؛ أي: تأخير؛ يقال: " بعته بيعا بنظرة " ؛ ومن قال: " فناظرة إلى ميسرة " ؛ ف " فاعلة " ؛ من أسماء المصادر؛ نحو: ليس لوقعتها كاذبة ؛ [ ص: 360 ] ونحو تظن أن يفعل بها فاقرة ؛ وإن شئت قلت: " إلى ميسرة " ؛ فأما من قرأ: " إلى ميسره " ؛ على جهة الإضافة إلى الهاء؛ فمخطئ؛ لأن " ميسر " ؛ " مفعل " ؛ وليس في الكلام " مفعل " ؛ وزعم البصريون أنهم لا يعرفون " مفعلا " ؛ إنما يعرفون " مفعلة " ؛ فأمرهم الله بتأخير رأس المال بعد إسقاط الربا؛ إذا كان المطالب معسرا؛ وأعلمهم أن الصدقة برأس المال عليه أفضل؛ فقال: وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية