الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 663 ] سورة الذاريات .

                                                                                                                                                                                                                                      مكية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن الضريس والنحاس، وابن مردويه، والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس قال : نزلت سورة الذاريات بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، في "المصنف"، عن أبي المتوكل الناجي، أن ابن عمر أنه قرأ في الظهر بـ "ق" والذاريات .



                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والذاريات ذروا . الآية . أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور والحارث بن أبي أسامة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في "المصاحف"، والدارقطني في "الأفراد" والحاكم وصححه، والبيهقي في "شعب الإيمان"، من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله : والذاريات ذروا قال : الرياح، فالحاملات وقرا . قال : السحاب، فالجاريات يسرا قال : السفن، فالمقسمات أمرا قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 664 ] وأخرج البزار والدارقطني في "الأفراد"، وابن مردويه، وابن عساكر، عن سعيد بن المسيب قال : جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال : أخبرني عن : والذاريات ذروا قال : هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : فأخبرني عن : فالحاملات وقرا قال : هي السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : فأخبرني عن فالجاريات يسرا . قال : هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته . قال : فأخبرني عن فالمقسمات أمرا قال : هن الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة، وجعل في بيت، فلما برأ دعاه فضربه مائة أخرى وحمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى الأشعري : امنع الناس من مجالسته . فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا، فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر : ما إخاله إلا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، عن الحسن قال : سأل صبيغ التميمي عمر بن الخطاب عن : والذاريات ذروا وعن : والمرسلات عرفا وعن والنازعات غرقا [ ص: 665 ] فقال عمر : اكشف رأسك فإذا له ضفيرتان فقال : والله لو وجدتك محلوقا لضربت عنقك . فكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يكلمه مسلم ولا يجالسه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وابن مردويه، عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن : والذاريات ذروا فقال : الرياح . فالحاملات وقرا قال : السحاب . فالجاريات يسرا قال : السفن . فالمقسمات أمرا . قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في "العظمة"، عن مجاهد : والذاريات ذروا قال : الرياح، فالحاملات وقرا قال : السحاب تحمل المطر، فالجاريات يسرا قال : السفن، فالمقسمات أمرا قال : الملائكة ينزلها الله بأمره على من يشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد في قوله : إنما توعدون لصادق قال : إن يوم القيامة لكائن، وإن الدين لواقع قال : الحساب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، عن قتادة في قوله : وإن الدين لواقع [ ص: 666 ] قال : ذلك يوم القيامة، يوم يدين الله العباد بأعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية