الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) .

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) فيه أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : قال ابن عباس : يريد الوفاء بالعهد الذي عاهدهم الله وهم في صلب آدم ، حيث قال : [ ص: 154 ] ( ألست بربكم قالوا بلى ) [ الأعراف : 172 ] فلما أخذ الله منهم هذا العهد وأقروا به ، ثم خالفوا ذلك ، صار كأنه ما كان لهم عهد ؛ فلهذا قال : ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد ) .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : قال ابن مسعود : العهد هنا الإيمان ، والدليل عليه قوله تعالى : ( إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) [ مريم : 87 ] يعني : آمن وقال : لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                            والثالث : أن العهد عبارة عن وضع الأدلة الدالة على صحة التوحيد والنبوة ، وعلى هذا التقدير فالمراد ما وجدنا لأكثرهم من الوفاء بالعهد .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال : ( وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) أي وإن الشأن والحديث وجدنا أكثرهم فاسقين خارجين عن الطاعة ، صارفين عن الدين .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية