الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها

                                                                              1399 حدثنا حرملة بن يحيى المصري حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى آتي على موسى فقال موسى ماذا افترض ربك على أمتك قلت فرض علي خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربي فوضع عني شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال ارجع إلى ربك فقلت قد استحييت من ربي

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( فرض الله إلخ ) أراد بذلك تشريف نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما قالوا إنه لا بد للنسخ من البلاغ ومن تمكن المكلفين من المنسوخ فذلك فيما يكون المراد ابتلاءهم [ ص: 426 ] قوله : ( حتى آتي إلخ ) أي حتى أتيت والتعبير بالمضارع لاستحضار تلك الحالة العجيبة أو للدلالة على أنها حاضرة في الذهن بحيث كأنها في الحالة ا هـ قوله : ( فإن أمتك لا تطيق ) كأنه علم ذلك من جهة أنهم أضعف من أمته جسدا وأقل منهم قوة وأمته قد كلفت بأقل من هذا فعجزت والعادة أن ما يعجز عنه القوي يعجز عنه الضعيف قوله : ( فوضع عني شطرها ) لا يلزم أن يكون هذا الوضع بالمراجعة بمرة بل بجوز أن يكون بالمراجعة بمرات نعم المتبادر من هذه الرواية هو الأول لكن حيث جاء في الروايات الصحيحة إلى الوضع كان خمسا خمسا حمل هذا عليه توفيقا قوله : ( فقال ) بعد مراجعات كما تقدم (هي خمس ) عددا (وهي خمسون ) أجرا (لا يبدل القول لدي ) هو أن الخمس تساوي خمسين لا أنها الخمس إذ لو علم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الخمس لا يقبل النسخ لما اعتذر عند موسى بقوله استحييت من ربي ا هـ فهذا الحديث لا ينافي وجوب الوتر إن ثبت .




                                                                              الخدمات العلمية