nindex.php?page=treesubj&link=29026_32415_32412قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10والأرض وضعها للأنام nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف والريحان .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية أنه وضع الأرض للأنام وهو الخلق ، لأن وضع الأرض لهم على هذا الشكل العظيم ، القابل لجميع أنواع الانتفاع من إجراء الأنهار وحفر الآبار وزرع الحبوب والثمار ، ودفن الأموات وغير ذلك من أنواع المنافع من أعظم الآيات
[ ص: 493 ] وأكبر الآلاء التي هي النعم ، ولذا قال تعالى بعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 55 \ 13 ] .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من امتنانه - جل وعلا - على خلقه بوضع الأرض لهم بما فيها من المنافع ، وجعلها آية لهم ، دالة على كمال قدرة ربهم واستحقاقه للعبادة وحده - جاء موضحا في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين الآية [ 13 \ 3 ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه الآية [ 67 \ 15 ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30والأرض بعد ذلك دحاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أخرج منها ماءها ومرعاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32والجبال أرساها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33متاعا لكم ولأنعامكم [ 79 : 30 - 33 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48والأرض فرشناها فنعم الماهدون [ 51 \ 48 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22الذي جعل لكم الأرض فراشا الآية [ 2 \ 22 ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى لكل عبد منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ونزلنا من السماء ماء مباركا الآية [ 50 \ 7 ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا [ 2 \ 29 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فيها فاكهة أي فواكه كثيرة ، وقد قدمنا أن هذا أسلوب عربي معروف ، وأوضحنا ذلك بالآيات وكلام العرب .
nindex.php?page=treesubj&link=29026_32412_32415وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11والنخل ذات الأكمام ذات أي صاحبة ، والأكمام جمع كم بكسر الكاف ، وهو ما يظهر من النخلة في ابتداء إثمارها ، شبه اللسان ثم ينفخ عن النور ، وقيل : هو ليفها ، واختار
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير شموله للأمرين .
وقوله : والحب كالقمح ونحوه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12ذو العصف قال أكثر العلماء : العصف ورق الزرع ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5فجعلهم كعصف مأكول [ 105 \ 5 ] ، وقيل : العصف التبن .
وقوله : والريحان : اختلف العلماء في معناه ، فقال بعض أهل العلم : هو كل
[ ص: 494 ] ما طاب ريحه من النبت وصار يشم للتمتع بريحه . وقال بعض العلماء : الريحان الرزق ، ومنه قول النجم بن تولب العكلي :
فروح الإله وريحانه ورحمته وسماء درر غمام ينزل رزق العباد
فأحيا البلاد وطاب الشجر
ويتعين كون الريحان بمعنى الرزق على قراءة
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وأما على قراءة غيرهما فهو محتمل للأمرين المذكورين .
وإيضاح ذلك أن هذه الآية قرأها
نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12والحب ذو العصف والريحان بضم الباء والذال والنون من الكلمات الثلاث ، وهو عطف على فاكهة أي : فيها فاكهة ، وفيها الحب إلخ ، وقرأه
ابن عامر : " والحب ذا العصف والريحان " ، بفتح الباء والذال والنون من الكلمات الثلاث ، وفي رسم المصحف الشامي " ذا العصف " بألف بعد الذال ، مكان الواو ، والمعنى على قراءته : وخلق الحب ذا العصف والريحان ، وعلى هاتين القراءتين - فالريحان محتمل لكلا المعنيين المذكورين .
وقراءة
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بضم الباء في " الحب " وضم الذال في " ذو العصف " وكسر نون الريحان عطفا على العصف ، وعلى هذا فالريحان لا يحتمل المشموم ؛ لأن الحب الذي هو القمح ونحوه - صاحب عصف وهو الورق أو التبن ، وليس صاحب مشموم طيب ريح .
فيتعين على هذه القراءة أن المراد بالعصف ما تأكله الأنعام من ورق وتبن . والمراد بالريحان ما يأكله الناس من نفس الحب ، فالآية على هذا المعنى كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33متاعا لكم ولأنعامكم [ 79 \ 33 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم [ 32 \ 27 ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم [ 20 \ 53 - 54 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11ينبت لكم به الزرع والزيتون الآية [ 16 \ 10 - 11 ] .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فيها فاكهة ما ذكره تعالى فيه من الامتنان بالفاكهة التي هي أنواع - جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى في سورة
[ ص: 495 ] الفلاح
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون [ 23 \ 19 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وفاكهة وأبا [ 80 \ 31 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وما ذكره هنا من الامتنان بالحب جاء موضحا في آيات أخر ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9فأنبتنا به جنات وحب الحصيد [ 50 \ 9 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فأنبتنا فيها حبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وعنبا [ 80 \ 27 - 28 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=33وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون [ 36 \ 33 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99نخرج منه حبا متراكبا الآية [ 6 \ 99 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إن الله فالق الحب والنوى [ 6 \ 95 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وما ذكره تعالى هنا من الامتنان بالنخل - جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رزقا للعباد [ 50 \ 10 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب الآية [ 23 \ 19 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
وما ذكره هنا من الامتنان بالريحان على أنه الرزق كما في قراءة
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي - جاء موضحا في آيات كثيرة أيضا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا [ 40 \ 13 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31قل من يرزقكم من السماء والأرض [ 10 \ 31 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه [ 67 \ 21 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات الآية [ 40 \ 64 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
nindex.php?page=treesubj&link=29026_32415_32412قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=10وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ .
ذَكَرَ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ وَضَعَ الْأَرْضَ لِلْأَنَامِ وَهُوَ الْخَلْقُ ، لِأَنَّ وَضْعَ الْأَرْضِ لَهُمْ عَلَى هَذَا الشَّكْلِ الْعَظِيمِ ، الْقَابِلِ لِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الِانْتِفَاعِ مِنْ إِجْرَاءِ الْأَنْهَارِ وَحَفْرِ الْآبَارِ وَزَرْعِ الْحُبُوبِ وَالثِّمَارِ ، وَدَفْنِ الْأَمْوَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَنَافِعِ مِنْ أَعْظَمِ الْآيَاتِ
[ ص: 493 ] وَأَكْبَرِ الْآلَاءِ الَّتِي هِيَ النِّعَمُ ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى بَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [ 55 \ 13 ] .
وَمَا تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنِ امْتِنَانِهِ - جَلَّ وَعَلَا - عَلَى خَلْقِهِ بِوَضْعِ الْأَرْضِ لَهُمْ بِمَا فِيهَا مِنَ الْمَنَافِعِ ، وَجَعْلِهَا آيَةً لَهُمْ ، دَالَّةً عَلَى كَمَالِ قُدْرَةِ رَبِّهِمْ وَاسْتِحْقَاقِهِ لِلْعِبَادَةِ وَحْدَهُ - جَاءَ مُوَضَّحًا فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ الْآيَةَ [ 13 \ 3 ] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ الْآيَةَ [ 67 \ 15 ] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [ 79 : 30 - 33 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ [ 51 \ 48 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا الْآيَةَ [ 2 \ 22 ] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا الْآيَةَ [ 50 \ 7 ] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا [ 2 \ 29 ] ، وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَعْلُومَةٌ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ أَيْ فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ هَذَا أُسْلُوبٌ عَرَبِيٌّ مَعْرُوفٌ ، وَأَوْضَحْنَا ذَلِكَ بِالْآيَاتِ وَكَلَامِ الْعَرَبِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29026_32412_32415وَقَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ذَاتُ أَيْ صَاحِبَةٌ ، وَالْأَكْمَامُ جَمْعُ كِمٍّ بِكَسْرِ الْكَافِ ، وَهُوَ مَا يَظْهَرُ مِنَ النَّخْلَةِ فِي ابْتِدَاءِ إِثْمَارِهَا ، شِبْهَ اللِّسَانِ ثُمَّ يَنْفُخُ عَنِ النَّوْرِ ، وَقِيلَ : هُوَ لِيفُهَا ، وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ شُمُولَهُ لِلْأَمْرَيْنِ .
وَقَوْلُهُ : وَالْحَبُّ كَالْقَمْحِ وَنَحْوِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12ذُو الْعَصْفِ قَالَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ : الْعَصْفُ وَرَقُ الزَّرْعِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=5فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [ 105 \ 5 ] ، وَقِيلَ : الْعَصْفُ التِّبْنُ .
وَقَوْلُهُ : وَالرَّيْحَانُ : اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَاهُ ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : هُوَ كُلُّ
[ ص: 494 ] مَا طَابَ رِيحُهُ مِنَ النَّبْتِ وَصَارَ يُشَمُّ لِلتَّمَتُّعِ بِرِيحِهِ . وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : الرَّيْحَانُ الرِّزْقُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّجْمِ بْنِ تَوْلَبٍ الْعُكْلِيِّ :
فَرَوْحُ الْإِلَهِ وَرَيْحَانُهُ وَرَحْمَتُهُ وَسَمَاءٌ دُرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ الْعِبَادِ
فَأَحْيَا الْبِلَادَ وَطَابَ الشَّجَرْ
وَيَتَعَيَّنُ كَوْنُ الرَّيْحَانِ بِمَعْنَى الرِّزْقِ عَلَى قِرَاءَةِ
حَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ ، وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ غَيْرِهِمَا فَهُوَ مُحْتَمِلٌ لِلْأَمْرَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ .
وَإِيضَاحُ ذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ قَرَأَهَا
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=12وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَالذَّالِ وَالنُّونِ مِنَ الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثِ ، وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى فَاكِهَةٌ أَيْ : فِيهَا فَاكِهَةٌ ، وَفِيهَا الْحَبُّ إِلَخْ ، وَقَرَأَهُ
ابْنُ عَامِرٍ : " وَالْحَبَّ ذَا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانَ " ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالذَّالِ وَالنُّونِ مِنَ الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثِ ، وَفِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ الشَّامِيِّ " ذَا الْعَصْفِ " بِأَلْفٍ بَعْدِ الذَّالِ ، مَكَانَ الْوَاوِ ، وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَتِهِ : وَخَلَقَ الْحَبَّ ذَا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانِ ، وَعَلَى هَاتَيْنِ الْقِرَاءَتَيْنِ - فَالرَّيْحَانُ مُحْتَمِلٌ لِكِلَا الْمَعْنَيَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ .
وَقِرَاءَةُ
حَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ بِضَمِّ الْبَاءِ فِي " الْحَبُّ " وَضَمِّ الذَّالِ فِي " ذُو الْعَصْفِ " وَكَسْرِ نُونِ الرَّيْحَانِ عَطْفًا عَلَى الْعَصْفِ ، وَعَلَى هَذَا فَالرَّيْحَانُ لَا يَحْتَمِلُ الْمَشْمُومَ ؛ لِأَنَّ الْحَبَّ الَّذِي هُوَ الْقَمْحُ وَنَحْوُهُ - صَاحِبُ عَصْفٍ وَهُوَ الْوَرَقُ أَوِ التِّبْنُ ، وَلَيْسَ صَاحِبَ مَشْمُومٍ طِيبُ رِيحٍ .
فَيَتَعَيَّنُ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعَصْفِ مَا تَأْكُلُهُ الْأَنْعَامُ مِنْ وَرَقٍ وَتِبْنٍ . وَالْمُرَادُ بِالرَّيْحَانِ مَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ مِنْ نَفْسِ الْحَبِّ ، فَالْآيَةُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [ 79 \ 33 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ [ 32 \ 27 ] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ [ 20 \ 53 - 54 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ الْآيَةَ [ 16 \ 10 - 11 ] .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=11فِيهَا فَاكِهَةٌ مَا ذَكَرَهُ تَعَالَى فِيهِ مِنَ الِامْتِنَانِ بِالْفَاكِهَةِ الَّتِي هِيَ أَنْوَاعٌ - جَاءَ مُوَضَّحًا فِي آيَاتٍ أُخَرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ
[ ص: 495 ] الْفَلَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [ 23 \ 19 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وَفَاكِهَةً وَأَبًّا [ 80 \ 31 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَمَا ذَكَرَهُ هُنَا مِنَ الِامْتِنَانِ بِالْحَبِّ جَاءَ مُوَضَّحًا فِي آيَاتٍ أُخَرَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ [ 50 \ 9 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وَعِنَبًا [ 80 \ 27 - 28 ] ، وَقَوْلهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=33وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ [ 36 \ 33 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا الْآيَةَ [ 6 \ 99 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى [ 6 \ 95 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَمَا ذَكَرَهُ تَعَالَى هُنَا مِنَ الِامْتِنَانِ بِالنَّخْلِ - جَاءَ مُوَضَّحًا فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رِزْقًا لِلْعِبَادِ [ 50 \ 10 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=19فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ الْآيَةَ [ 23 \ 19 ] ، وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَعْلُومَةٌ .
وَمَا ذَكَرَهُ هُنَا مِنَ الِامْتِنَانِ بِالرَّيْحَانِ عَلَى أَنَّهُ الرِّزْقُ كَمَا فِي قِرَاءَةِ
حَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ - جَاءَ مُوَضَّحًا فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ أَيْضًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا [ 40 \ 13 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [ 10 \ 31 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ [ 67 \ 21 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ الْآيَةَ [ 40 \ 64 ] ، وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَعْلُومَةٌ .