الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وفي عاد الآيتين . [ ص: 683 ] أخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : الريح العقيم قال : الشديدة التي لا تلقح شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم قال : لا تلقح الشجر، ولا تثير السحاب . وفي قوله : إلا جعلته كالرميم قال : كالشيء الهالك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" عن ابن عباس في قوله : الريح العقيم قال : ريح لا بركة فيها ولا منفعة، ولا ينزل منها غيث، ولا يلقح منها شجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الريح مسجنة في الأرض الثانية، فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا، قال : أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور . قال له الجبار : لا، إذن تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم . فهي التي قال الله : ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 684 ] وأخرج الفريابي، وابن المنذر ، عن علي بن أبي طالب قال : الريح العقيم النكباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في "العظمة" عن سعيد بن المسيب قال : الريح العقيم الجنوب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد قال : الريح العقيم الصبا التي لا تلقح شيئا . وفي قوله : كالرميم قال : الشيء الهالك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير، عن قتادة قال : الريح العقيم التي لا تنبت وفي قوله : إلا جعلته كالرميم قال : كرميم الشجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن مردويه، عن رجل من ربيعة قال : قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عنده وافد عاد فقلت : أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما وافد عاد؟ فقلت : على الخبير سقطت، إن عادا لما أقحطت بعثت قيلا، فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر، وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال : اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه، ولا لأسير فأفاديه، فاسق عبدك ما كنت [ ص: 685 ] مسقيه، واسق معه بكر بن معاوية . يشكر له الخمر الذي سقاه فرفع له سحابات، فقيل له : اختر إحداهن . فاختار السوداء منهن، فقيل له : خذها رمادا رمددا، لا تذر من عاد أحدا . وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة . يعني حلقة الخاتم . ثم قرأ : وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية