الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل والثالث من أقوال الصلاة وأفعالها ( سننها . وهي ما كان فيها . ولا تبطل ) الصلاة ( بتركه ) أي : المصلي له ( ولو عمدا ) بخلاف الأركان والواجبات ( ويباح السجود لسهوه ) أي : تركه سهوا ، [ ص: 220 ] فلا يجب ، ولا يستحب ( وهي ) ضربان : أقوال ، وهي ( استفتاح وتعوذ ) من الشيطان الرجيم ، قبل القراءة في الأول في الأولى ( وقراءة بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول الفاتحة ، وكل سورة في كل ركعة .

                                                                          ( وقراءة سورة في فجر ، وجمعة وعيد ، وتطوع ، وأولتي مغرب ورباعية ، وقول : آمين ، وقول : ملء السموات ) إلى آخره ( بعد التحميد لغير مأموم ) وأما المأموم فلا يزيد على " ربنا ولك الحمد " ( وما زاد على مرة في تسبيح ) ركوع وسجود ، ( و ) ما زاد على مرة ( في سؤال المغفرة ) بين السجدتين ( ودعاء في تشهد أخير ، وقنوت في وتر ) وما زاد على المجزئ في تشهد أول وأخير ( وسنن الأفعال مع الهيئات : خمس وأربعون وسميت ) أي : سماها صاحب المستوعب وغيره ( هيئة ، لأنها ) أي : الهيئة ( صفة في غيرها ) ومن ذلك : رفع اليدين مبسوطتين ممدودتي الأصابع ، مستقبلا ببطونها القبلة إلى حذو منكبيه ، عند الإحرام والركوع والرفع منه ،

                                                                          ووضع اليمنى على اليسرى ، وجعلهما تحت سرته ، ونظره إلى موضع سجوده وتفرقته بين قدميه ، ومراوحته بينهما يسيرا في قيامه ، وقبض ركبتيه بيديه في الركوع ، وكونهما مفرجتي الأصابع فيه ، ومد ظهره مستويا ، وجعل رأسه حياله ، ومجافاة عضديه عن جنبيه فيه ، وبداءته بوضع ركبتيه ثم يديه في سجوده ، وتمكين جبهته وأنفه وسائر أعضاء سجوده بالأرض ، وتفريقه بين ركبتيه ثم يديه في سجوده ، وإقامة قدميه ، وجعل بطون أصابعهما على الأرض ، ووضع يديه حذو منكبيه مبسوطتين مضمومتي الأصابع ، موجهتهما إلى القبلة فيه ، وقيامه إلى الثانية على صدور قدميه ، وكذلك إلى الثالثة والرابعة .

                                                                          واعتماده على ركبتيه عند نهوضه ، وافتراشه إذا جلس بين السجدتين ، في التشهد الأول ، وتوركه في الأخير ، ووضع يده اليمنى على فخذه الـ { يمنى ، واليسرى على اليسرى ، ممدودتي الأصابع إذا جلس بين السجدتين ووضع اليد اليمنى على الفخذ اليمنى في تشهده محلقا إبهام يده مع الوسطى ، قابضا الخنصر والبنصر ، والإشارة بسبابتها عند ذكر الله تعالى .

                                                                          ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى مضمومة الأصابع ممدودتها موجهة نحو القبلة ، والتفاته يمينا وشمالا في سلامه ، وتفضيل الشمال على اليمين في التفات [ ص: 221 ] ( فدخل ) في سنن الهيئات ( جهر ) إمام بنحو تكبير وتسميع وتسليمة أولى ، وقراءة في جهرية . ودخل ( وإخفات ) بنحو تشهد تسبيح ركوع وسجود ، وسؤال مغفرة وتحميد ، وقراءة في غير محل جهر . وكذا بنحو تكبير وتسليم ، وتسميع لغير إمام ، إلا المأموم لحاجة .

                                                                          ( و ) دخل ( ترتيل ) قراءة ( وتخفيف ) صلاة الإمام ( وإطالة الركعة الأولى ) ( وتقصير ) الركعة الثانية ; لأن هذه صفات في غيرها فهي من الهيئات .

                                                                          وعدها بعضهم من سنن الأقوال ( ويسن خشوع ) في صلاة ، وهو من عمل القلب .

                                                                          قال البيضاوي ، في تفسير قوله تعالى : { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } " أي : المخبتين . والخشوع : الإخبات قال : والخضوع اللين والانقياد ولذلك يقال : الخشوع بالجوارح ، والخضوع بالقلب وقال تعالى : { الذين هم في صلاتهم خاشعون } " أي : خائفون من الله تعالى ، متذللون له ، ملزمون أبصارهم مساجدهم وقال الجوهري : الخشوع الخضوع والإخبات .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية