الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا [5]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 361 ] قال سعيد بن جبير : غرور الحياة الدنيا أن يشغل الإنسان بنعيمها وفتنتها عن عمل الآخرة حتى يقول يا ليتني قدمت لحياتي ولا يغرنكم بالله الغرور وقال شعبة عن سماك (ولا يغرنكم بالله الغرور) بضم الغين. وفيه ثلاثة أقوال: منها أن يكون جمع غار، كما تقول: جالس وجلوس، وهذا أحسن ما قيل فيه، ويكون معناه كمعنى "الغرور" قال أبو حاتم : الغرور جمع غر، وغر مصدر، والقول الثالث يكون الغرور مصدرا، وهذا بعيد عند أبي إسحاق لأن غررته متعد، والمصدر من المتعدي إنما هو على فعل نحو ضربته ضربا إلا أشياء يسيرة سمعت لا يقاس عليها قالوا: لزمته لزوما، ونهكه المرض نهوكا. فأما معنى هذا الحرف فأحسن ما قيل فيه ما قاله سعيد بن جبير ، قال: الغرور بالله جل وعز أن يكون الإنسان يعمل المعاصي ثم يتمنى على الله جل وعز المغفرة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية