الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        بلد ميت [9]

                                                                                                                                                                                                                                        وميت واحد وكذا ميتة وميتة واحد. هذا قول الحذاق من النحويين، وقال محمد بن يزيد : هذا قول البصريين، ولم يستثن أحدا، واستدل على ذلك بدلائل قاطعة من كلام العرب.

                                                                                                                                                                                                                                        وأنشد:

                                                                                                                                                                                                                                        ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء     إنما الميت من يعيش كئيبا
                                                                                                                                                                                                                                        كاسفا باله قليل الرخاء



                                                                                                                                                                                                                                        ويروى "قليل الرجاء" قال: فهل ترى بين ميت وميت من فرق؟ وأنشد:

                                                                                                                                                                                                                                        هينون لينون أيسار بنو يسر     سواس مكرمة أبناء أيسار



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 364 ] قال: قد أجمعوا على أن قوله: هينون وهينون واحد، فكذا ميت وميت وسيد وسيد، قال: وزعم سيبويه أن قولهم كان كينونة وصار صيرورة الأصل فيه كينونة وصيرورة، وكذا قيدودة، ورد محمد بن يزيد على الكوفيين قولهم: إنه فعلول من جهتين: إحداهما لأنه ليس في كلام العرب فعلول والثانية أنه لو كان كما قالوا لكان بالواو. قال أبو جعفر : وهذا كلام بين حسن في كينونة لأنها من الكون وفي القيدودة لأنها من الأقود. كذلك النشور أي كذلك تحيون بعد ما متم. من نشر الإنسان نشورا إذا حيي وأنشره الله جل وعز.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية