الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ( 67 ) كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ( 68 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأصاب الذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله من عقر ناقة الله وكفرهم به ( الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) ، قد جثمتهم المنايا ، وتركتهم خمودا بأفنيتهم ، كما : -

18294 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : [ ص: 381 ] ( فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) ، يقول : أصبحوا قد هلكوا .

( كأن لم يغنوا فيها ) ، يقول : كأن لم يعيشوا فيها ، ولم يعمروا بها ، كما : -

18295 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( كأن لم يغنوا فيها ) ، كأن لم يعيشوا فيها .

18296 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، مثله .

وقد بينا ذلك فيما مضى بشواهده فأغنى ذلك عن إعادته .

وقوله : ( ألا إن ثمود كفروا ربهم ) ، يقول : ألا إن ثمود كفروا بآيات ربهم فجحدوها ( ألا بعدا لثمود ) ، يقول : ألا أبعد الله ثمود ! لنزول العذاب بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية