الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الضاد واللام وما يثلثهما )

                                                          ( ضلع ) الضاد واللام والعين أصل واحد صحيح مطرد ، يدل على ميل واعوجاج . فالضلع : ضلع الإنسان وغيره ، سميت بذلك للاعوجاج الذي فيها . ويقول القائل في وصف امرأة :


                                                          هي الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارها

                                                          وقولهم : دابة ضليع مجفر الجنبين ، إنما هو عندي من قوة الأضلاع ، واستعير ذلك في كل شيء ، حتى قيل لكل قوي : ضليع . وفي حديث عمر لما صارع الجني فقال له : " إني من بينهم لضليع " . والرمح الضلع : المائل . قال :


                                                          فليقه أجرد كالرمح الضلع

                                                          [ ص: 369 ] ومن الباب : ضلع فلان عن الحق : مال . ومنه قولهم : كلمت فلانا فكان ضلعك علي ، أي ميلك .

                                                          قال ابن السكيت : ضلعت تضلع ، إذا ملت ، ويقولون في المثل : " لا تنقش الشوكة بالشوكة ; فإن ضلعها معها " .

                                                          وأما قولهم : تضلع الرجل : امتلأ أكلا ، فهو من هذا ، أي إن الشيء من كثرته ملأ أضلاعه . وأما قولهم : حمل مضلع ، أي ثقيل ، فهو من هذا ، أي إن ثقله يصل إلى أضلاعه . وفلان مضطلع بهذا الأمر ، أي إنه تقوى أضلاعه على حمله . فأما قول سويد :


                                                          سعة الأخلاق فينا والضلع

                                                          فأصله من هذا ، يريد القوة على الأمور . قال المفضل : الضلع الاتساع . وقال الأصمعي : هو احتمال الثقل والقوة . ومن الباب ، وهو يقوي هذا القياس ، قولهم : [ هم عليه ] ضلع واحد ، يعني ميلهم عليه بالعداوة . والله أعلم بالصواب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية