الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تزر [18]

                                                                                                                                                                                                                                        مقطوع مما قبله والأصل توزر حذفت الواو اتباعا ليزر وازرة نعت لمحذوف أي نفس وازرة، وكذا وإن تدع مثقلة قال الفراء : أي نفس مثقلة أو دابة قال: وهذا يقع للمذكر والمؤنث. قال الأخفش : أي وإن تدع مثقلة إنسانا إلى حملها والحمل ما كان على الظهر، وحمل المرأة وحمل النخلة حكاهما الكسائي بالفتح لا غير، وحكى ابن السكيت: إن حمل النخلة يفتح ويكسر ولو كان ذا قربى التقدير على قول الأخفش ولو كان الإنسان المدعو ذا قربى، وأجاز الفراء : (ولو كان ذو قربى). قال أبو جعفر : وهذا جائز عند سيبويه ومثله وإن كان ذو عسرة وتكون كان بمعنى وقع أو يكون [ ص: 369 ] الخبر محذوفا أي وإن كان فيمن تطلبون ذو عسرة، وحكى سيبويه : الناس مجزيون بأعمالهم إن خير فخير، على هذا، وإن خيرا فخيرا، على الأول وحكى الحكم بن أبان عن عكرمة أنه قال: بلغني أن اليهودي والنصراني يرى الرجل المسلم يوم القيامة فيقول له: ألم أكن قد أسديت إليك يدا؟ ألم أكن قد أحسنت إليك؟ فيقول: بلى فيقول: انفعني فلا يزال المسلم ينقص من عذابه، وإن الرجل ليأتي إلى أبيه يوم القيامة فيقول: ألم أكن بك بارا وعليك مشفقا وإليك محسنا، وأنت ترى ما أنا فيه فهب لي حسنة من حسناتك أو تحمل عني سيئة فيقول: إن الذي سألتني يسير ولكني أخاف مثل ما تخاف، وإن الأب ليقول لابنه مثل ذلك فيرد عليه نحوا من هذا، وإن الرجل ليقول لزوجته: ألم أكن حسن العشرة لك فتحملي عني خطيئة لعلي أنجو فتقول: إن ذلك ليسير ولكني أخاف مما تخاف منه ثم تلا عكرمة وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم وهو ينذر الخلق كلهم فخص الذين يخشون ربهم لأنهم الذين ينتفعون بالنذارة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية