الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 446 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 85 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبرا عن قيل شعيب لقومه : أوفوا الناس الكيل والميزان "بالقسط" ، يقول : بالعدل ، وذلك بأن توفوا أهل الحقوق التي هي مما يكال أو يوزن حقوقهم ، على ما وجب لهم من التمام ، بغير بخس ولا نقص .

وقوله : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ، يقول : ولا تنقصوا الناس حقوقهم التي يجب عليكم أن توفوهم كيلا أو وزنا أو غير ذلك ، كما : -

18473 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا علي بن صالح بن حي قال : بلغني في قوله : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) قال ، : لا تنقصوهم .

18474 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ، يقول : لا تظلموا الناس أشياءهم .

وقوله : ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، يقول : ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ، كما : -

18475 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا [ ص: 447 ] معمر ، عن قتادة في قوله : ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، قال : لا تسيروا في الأرض .

18476 - وحدثت عن المسيب ، عن أبي روق ، عن الضحاك في قوله : ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، يقول : لا تسعوا في الأرض مفسدين يعني : نقصان الكيل والميزان .

التالي السابق


الخدمات العلمية