الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      تمتام

                                                                                      الإمام ، المحدث ، الحافظ ، المتقن أبو جعفر ، محمد بن غالب [ ص: 391 ] ابن حرب ، الضبي البصري ، التمار التمتام ، نزيل بغداد .

                                                                                      ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة .

                                                                                      وسمع : أبا نعيم ، ومسلم بن إبراهيم ، والقعنبي ، وعفان بن مسلم ، وعبد الصمد بن النعمان ، وأبا حذيفة النهدي ، وعمرو بن مرزوق ، ومسددا ، والحوضي ، وطبقتهم .

                                                                                      حدث عنه : أبو جعفر بن البختري ، وإسماعيل الصفار ، وعثمان بن السماك ، وأبو سهل القطان ، وابن كوثر البربهاري ، وأبو بكر الشافعي ، وخلق كثير .

                                                                                      قال الدارقطني : ثقة مأمون ، إلا أنه كان يخطئ . وقال في موضع آخر : ثقة ، مجود ، سمعت أبا سهل بن زياد ، سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب ، عن الوركاني ، عن حماد الأبح ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن عمران بن حصين : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : شيبتني هود وأخواتها إنه حديث موضوع .

                                                                                      قلت : يريد : موضوع السند لا المتن .

                                                                                      [ ص: 392 ] قال أبو سهل : فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي - موسى عنده- والمجلس غاص بأهله ، فدخل محمد بن غالب ، فلما بصر به إسماعيل ، قال : إلي يا أبا جعفر إلي ، ووسع له معه على السرير .

                                                                                      فلما جلس ، أخرج كتابا ، فقال أيها القاضي ! تأمله ، وعرض عليه الحديث ، وقال : أليس الجزء كله بخط واحد ؟ قال : نعم . قال : هل ترى شيئا على الحاشية ؟ قال : لا . قال : فترضى هذا الأصل ؟ قال : إي والله . قال : فلم أوذى وينكر علي ؟ فصاح موسى بن هارون ، وقال : الحديث موضوع .

                                                                                      قال : فحدث به محمد بن غالب بحضرة القاضي ، وهو ساكت ، وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه .

                                                                                      وفي رواية أخرى قال الدارقطني : فقال إسماعيل القاضي : ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة ، فلو تركته لم يضرك . قال : لا أرجع عما في أصلي .

                                                                                      قال الدارقطني : كان يتقى لسان تمتام .

                                                                                      والصواب : أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين مرفوعا : لا طاعة لمخلوق . . . وحدث على أثره الأبح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس : شيبتني هود .

                                                                                      قلت : مات في شهر رمضان ، سنة ثلاث وثمانين ومائتين وله تسعون عاما .

                                                                                      [ ص: 393 ] وقع لنا حديثه كثيرا ، وبالإجازة في " الغيلانيات " .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية