الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        هو الذي جعلكم خلائف في الأرض [39]

                                                                                                                                                                                                                                        جمع خليفة أي تخلفون من كان قبلكم وفي هذا معنى التنبيه والاعتبار أي فتحذرون أن تنزل بكم العقوبة، كما نزلت بمن كان قبلكم فمن كفر فعليه كفره مثل "وسئل القرية" أي عقوبة كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا مفعولان، وكذا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا قل أرأيتم شركاءكم [40].

                                                                                                                                                                                                                                        منصوب بالرؤية، ولا يجوز رفعه وقد يجوز الرفع عند سيبويه في قولهم: قد علمت زيد أبو من هو؛ لأن زيدا في المعنى يستفهم عنه، ولو قلت: أرأيت زيدا أبو من هو؟ لم يجز الرفع والفرق بينهما أن معنى هذا أخبرني عنه، وكذا معنى هذا أخبروني عن شركائكم الذين تدعون من دون الله أعبدتموهم لأن لهم شركة في خلق السماوات أم خلقوا من الأرض شيئا أم أتيناهم كتابا بهذا أي أم [ ص: 376 ] عندهم كتاب أنزلناه إليهم بالشركة أو بأنا أمرناهم بعبادتهم فكان في هذا رد على كل من عبد غير الله جل وعز لأنهم لا يجدون في كتاب من الكتب أن الله جل وعز أمر أن يعبد غيره (على بينات منه) قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وعاصم والكسائي ، وقرأ أبو عمرو وابن كثير والأعمش وحمزة (على بينة منه) قال أبو جعفر : والمعنيان متقاربان إلا أن القراءة "بينات" أولى لأنه لا يخلو من قرأ "على بينة" أن يكون خالف السواد الأعظم أو يكون جاء به على لغة من قال: جاءني طلحة ، فوقف بالتاء. وهذه لغة شاذة قليلة بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا "إن" بمعنى "ما" فلذلك رفعت الفعل [بعضهم بعضا] بعضهم إلا غرورا أي إلا غرورا بالباطل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية