الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاطلع فرآه في سواء الجحيم ؛ فاطلع المسلم؛ فرأى قرينه الذي كان يكذب بالبعث؛ في سواء الجحيم؛ أي: في وسط الجحيم؛ وسواء كل شيء: وسطه؛ ويقرأ: " هل أنتم مطلعون " ؛ بفتح النون؛ وكسرها؛ وتخفيف الطاء؛ فمن فتح النون مع التخفيف فقال: " مطلعون " ؛ فهو بمعنى: " طالعون " ؛ و " مطلعون " ؛ يقال: " طلعت عليهم " ؛ و " اطلعت " ؛ و " اطلعت " ؛ بمعنى؛ ومن قرأ: " مطلعون " ؛ بكسر النون؛ قرأ " فأطلع " ؛ ومن قرأ بفتح النون؛ " مطلعون " ؛ وجب أن يقرأ: " فأطلع " ؛ ويجوز: " فأطلع " ؛ على معنى: " هل أنتم مطلعون [ ص: 305 ] أحدا " ؛ فأما الكسر للنون فهو شاذ عند البصريين والكوفيين جميعا؛ وله عند الجماعة وجه ضعيف؛ وقد جاء مثله في الشعر:


                                                                                                                                                                                                                                        هم القائلون الخير والآمرونه ... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما



                                                                                                                                                                                                                                        وأنشدوا:


                                                                                                                                                                                                                                        وما أدري وظني كل ظني ...     أمسلمني إلى قومي شراح



                                                                                                                                                                                                                                        والذي أنشدنيه محمد بن يزيد: " أيسلمني إلى قومي " ؛ وإنما الكلام: " أمسلمي " ؛ و " أيسلمني " ؛ وكذلك " هم القائلون الخير والآمروه " ؛ وكل أسماء الفاعلين إذا ذكرت بعدها المضمر لم تذكر النون؛ ولا التنوين؛ تقول: " زيد ضاربي " ؛ و " هما ضارباك " ؛ ولا يجوز " هو ضاربني " ؛ ولا " هم ضاربونك " ؛ ولا يجوز " هم ضاربونك " ؛ عندهم؛ إلا في الشعر؛ إلا أنه قد قرئ بالكسر: " هل أنتم مطلعون " ؛ على معنى " مطلعوني " ؛ فحذفت الياء؛ كما تحذف في رؤوس الآي؛ وبقيت الكسرة دليلا عليها؛ وهو في النحو - أعني كسر النون - على ما أخبرتك؛ والقراءة قليلة بها؛ وأجود القراءة وأكثرها: " مطلعون " ؛ بتشديد الطاء؛ وفتح النون؛ ثم الذي يليه: " مطلعون " ؛ بتخفيف الطاء؛ وفتح النون.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية