الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب ما جاء في بدء شأن المنبر

                                                                              1414 حدثنا إسمعيل بن عبد الله الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه هل لك أن نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك قال نعم فصنع له ثلاث درجات فهي التي أعلى المنبر فلما وضع المنبر وضعوه في موضعه الذي هو فيه فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم إلى المنبر مر إلى الجذع الذي كان يخطب إليه فلما جاوز الجذع خار حتى تصدع وانشق فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر فكان إذا صلى صلى إليه فلما هدم المسجد وغير أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب وكان عنده في بيته حتى بلي فأكلته الأرضة وعاد رفاتا

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( إلى جذع ) بكسر فسكون أي إلى أصل نخلة قيل الجذع ساق النخلة اليابس وقيل لا يختص به لقوله تعالى وهزي إليك بجذع النخلة قوله : ( عريشا ) هو ما يستظل به كعريش الكرم وكان المسجد على تلك الهيئة قوله : ( فقال له رجل ) في أبي داود أن القائل تميم الداري ولا منافاة بين هذا وبين ما في الصحيح أنه أرسل إلى امرأة من الأنصار مري غلامك أو أنها جاءت فقالت إن لي غلاما نجارا لأنه يمكن أن تميما هو الذي دله على المنبر أولا ثم أرسل ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المرأة ولعل تميما هو قال للمرأة بذلك أيضا فجاءت المرأة إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك ثم أرسل ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليها في ذلك للإسراع والتعجيل حين أخرت في الأمر وبهذا يظهر التوفيق بين الأحاديث بهذا الباب قوله : هل لك أن نجعل أي هل لك ميل إلى أن نجعل أو رغبة في أن نجعل (حتى يراك الناس ) وقت الخطبة (وتسمعهم ) من الإسماع (هي التي أعلى المنبر ) إذ أدنى المنبر درجة وأوسطه درجتان (في موضعه الذي هو فيه ) أي حين التحديث بهذا (خار ) بخاء معجمة أي صاح وبكى من الخوار بضم الخاء المعجمة أصله صياح البقرة ثم استعير لكل صياح (وانشق ) كالتفسير لانصدع (حتى سكن ) هذا من المعجزات الباهرات التي [ ص: 433 ] جاءت متواترة كما صرح به عياض وغيره (هدم ) على بناء المفعول وكذا غير بتشديد الياء أي في وقت عمر رضي الله عنه حين زاد في المسجد (حتى بلي ) كسمع أي صار عتيقا (أكلته الأرضة ) بفتحات هي دويبة صغيرة تأكل الخشب وغيره (رفاتا ) الرفات بوزن الغراب وهو ما يكسر ويفرق أي صار فتاتا وفي الزوائد هذا إسناد حسن .




                                                                              الخدمات العلمية