الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 93 ] كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : كتب عليه أي : على الشيطان صفة أخرى له . وقوله تعالى : "أنه" فاعل كتب والضمير للشأن ، أي : رقم به لظهور ذلك من حاله أن الشأن .

                                                                                                                                                                                                                                      من تولاه أي : اتخذه وليا وتبعه فأنه يضله بالفتح على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف ، والجملة جواب الشرط إن جعلت "من" شرطية وخبر لها إن جعلت موصولة متضمنة لمعنى الشرط ، أي : من تولاه فشأنه أنه يضله عن طريق الجنة أو طريق الحق ، أو فحق أنه يضله قطعا . وقيل : "فأنه" معطوف على "أنه" وفيه من التعسف ما لا يخفى . وقيل : مما لا يخلو عن التمحل والتأويل . وقرئ : "فإنه" بالكسر على أنه خبر لمن أو جواب لها ، وقرئ بالكسر فيهما على حكاية المكتوب كما هو مثل ما في قولك : كتبت إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، أو على إضمار القول أو تضمين الكتب معناه على رأي من يراه .

                                                                                                                                                                                                                                      ويهديه إلى عذاب السعير بحمله على مباشرة ما يؤدي إليه من السيئات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية