الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر

                                                                                                                                                                                              أما قول الله عز وجل: ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن فإنه يدل على أن المرأة مؤتمنة على الإخبار بما في رحمها . ومصدقة فيه إذا ادعت من ذلك ممكنا . روى الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن أبي بن كعب . قال: إن من الأمانة أن ائتمنت المرأة على فرجها . [ ص: 178 ] وقد اختلف المفسرون من السلف فمن بعدهم في المراد بقوله تعالى: ما خلق الله في أرحامهن ففسره قوم بالحمل، وفسره قوم بالحيض .

                                                                                                                                                                                              وقال آخرون: كل منهما مراد، واللفظ صالح لهما جميعا، وهذا هو المروي عن أكثر السلف، منهم: ابن عمر ، وابن عباس ، ومجاهد ، والحسن والضحاك . وأما ما ذكره عن علي وشريح : فقال حرب الكرماني: ثنا إسحاق - هو: ابن راهويه -: ثنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، أن امرأة جاءت إلى علي بن أبي طالب فقالت: إني طلقت، فحضت في شهر ثلاث حيض; فقال علي لشريح: قل فيها، فقال: أقول فيها وأنت شاهد، قال: قل فيها، قال: إن جاءت ببطانة من أهلها ممن يرضى دينهن وأمانتهن فقلن: إنها حاضت ثلاث حيض طهرت عند كل حيضة، صدقت، فقال علي: قالون . قال عيسى: بالرومية: أصبت . قال حرب: وثنا إسحاق: أنبأ محمد بن بكر، ثنا سعيد بن أبي عروبة . عن قتادة ، عن عزرة، عن الحسن العرني، أن امرأة طلقها زوجها، فحاضت في خمس وثلاثين ليلة ثلاث حيض، فرفعت إلى شريح فلم يدر ما يقول فيها، ولم يقل شيئا، فرفعت إلى علي بن أبي طالب ، فقال: سلوا عنها جاراتها، فإن كان هكذا حيضها فقد انقضت عدتها، وإلا فأشهر ثلاث . وهذا الإسناد فيه انقطاع، فإن الحسن العرني لم يدرك عليا -: قاله [ ص: 179 ] أبو حاتم الرازي . وأما الإسناد الذي قبله، فإن الشعبي رأى عليا يرجم شراحة ووصفه . قال يعقوب بن شيبة : لكنه لم يصحح سماعه منه .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية