الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          (الإنفاق في سبيل الله قوة الجماعة )

                                                          إن الإنفاق في سبيل الله أعظم القربات عند الله ، وإن الله تعالى يضاعف الإنفاق في سبيله بسبعمائة ضعف ، وهذا كناية عن الكثرة ، وأنها تفوق عد الحاسبين . وإن شرط ذلك ألا يتبعوا ما أنفقوا منا ولا أذى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا هذا مثل من يبطل صدقاته بالمن والأذى ، ومثل الإنفاق ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة تؤتي أكلها ضعفين .

                                                          وإن شرط النفقة التي تثمر ضعفها أن تكون طيبة لا نتيمم الخبيث ننفق منه ، وإن النفقات تربط المودة بين الجماعة وأنها حكمة الاجتماع ، ومن يؤت الحكمة فقد [ ص: 89 ] أوتي خيرا كثيرا ، والنفقة إذا ابتغي بها وجه الله خير في كل أحوالها ، أبداها أو أخفاها ، فنعما هي في كل أحوالها ، والله تعالى مكافئ عليها ، ومن ينفق فعاقبة النفقة لنفسه ; لأنه يصلح جماعته ، وصلاحها يعود عليه ، وإن الإنفاق يكون في كل طريق للخير ، ويجب أن يبحث عن مستحقيه من الفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية