الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : هذا نزلهم يوم الدين .

                                                                                                                                                                                                                                      النزل بضمتين : هو رزق الضيف الذي يقدم له عند نزوله إكراما له ، ومنه قوله تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا [ 18 \ 107 ] ، وربما استعملت العرب النزول في ضد ذلك على سبيل التهكم والاحتقار ، وجاء القرآن باستعمال النزول فيما يقدم لأهل النار من العذاب كقوله هنا في عذابهم المذكور في قولهم : لآكلون من شجر من زقوم إلى قوله : شرب الهيم هذا نزلهم [ 56 \ 52 - 56 ] ، أي هذا العذاب المذكور هو ضيافتهم ورزقهم المقدم لهم عند نزولهم في دارهم التي هي النار ، كقوله تعالى للكافر الحقير الذليل : ذق إنك أنت العزيز الكريم [ 44 \ 49 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وما تضمنته هذه الآية الكريمة من إطلاق النزول على عذاب أهل النار ، جاء موضحا [ ص: 527 ] في غير هذا الموضع كقوله في آخر هذه السورة الكريمة : فنزل من حميم وتصلية جحيم [ 56 \ 93 - 94 ] ، وقوله تعالى في آخر الكهف : إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا [ 18 \ 102 ] ، ونظير ذلك من كلام العرب قول أبي السعد الضبي :


                                                                                                                                                                                                                                      وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا جعلنا القنا والمرهفات له نزلا

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : يوم الدين ، أي يوم الجزاء كما تقدم مرارا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية