الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور

                                                                                                                                                                                                                                        استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله لا يرده الله بعد ما حكم به ومن صلة ل مرد. وقيل: صلة يأتي أي من قبل أن يأتي يوم من الله لا يمكن رده. ما لكم من ملجإ مفر.

                                                                                                                                                                                                                                        يومئذ وما لكم من نكير إنكار لما اقترفتموه لأنه مدون في صحائف أعمالكم تشهد عليه ألسنتكم وجوارحكم.

                                                                                                                                                                                                                                        فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا رقيبا أو محاسبا. إن عليك إلا البلاغ وقد بلغت. وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها أراد بالإنسان الجنس لقوله: وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور بليغ الكفران ينسى النعمة رأسا ويذكر البلية ويعظمها ولا يتأمل سببها، وهذا وإن اختص بالمجرمين جاز إسناده إلى الجنس لغلبتهم واندراجهم فيه. وتصدير الشرطية الأولى ب إذا والثانية ب إن لأن إذاقة النعمة محققة من حيث إنها عادة مقتضاة بالذات بخلاف إصابة البلية، وإقامة علة الجزاء مقامه ووضع الظاهر موضع المضمر في الثانية للدلالة على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعمة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية