الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين آمنوا أي : بما ذكر من الآيات البينات بهداية الله تعالى أو بكل ما يجب أن يؤمن به ، فيدخل فيه ما ذكر دخولا أوليا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس قيل : هم قوم يعبدون النار ، وقيل : الشمس والقمر ، وقيل : هم قوم من النصارى اعتزلوا عنهم ولبسوا المسوح ، وقيل : أخذوا من دين النصارى شيئا ومن دين اليهود شيئا ، وهم القائلون بأن للعالم أصلين نورا وظلمة . والذين أشركوا هم عبدة الأصنام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى إن الله يفصل بينهم يوم القيامة في حيز الرفع على أنه خبر لـ "إن" السابقة ، وتصدير طرفي الجملتين بحرف التحقيق لزيادة التقرير والتأكيد ، أي : يقضي بين المؤمنين وبين الفرق الخمس المنفقة على ملة الكفر بإظهار المحق من المبطل وتوفية كل منهما حقه من الجزاء بإثابة الأول وعقاب الثاني بحسب استحقاق أفراد كل منهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : إن الله على كل شيء شهيد تعليل لما قبله من الفصل ، أي : عالم بكل شيء من الأشياء ومراقب لأحواله ، ومن قضيته الإحاطة بتفاصيل ما صدر عن كل فرد من أفراد الفرق المذكورة وإجراء جزائه اللائق به عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية