[ ص: 5079 ] nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ؛ الفاء عاطفة ما بعدها على " فاستكبروا " ؛ وقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47أنؤمن لبشرين مثلنا ؛ الاستفهام هنا للإنكار؛ بمعنى النفي؛ مع الإنكار الشديد؛ فالمعنى: لا نؤمن؛ ولا نذعن لبشرين مثلنا؛ وقد سببوا كفرهم بسببين؛ أولهما: أنهما مثلهم في البشرية؛ وكأنهم تصوروا أن الرسالة الإلهية لا تكون لبشر؛ وقد لفوا في هذا لف غيرهم من المشركين؛ الذين مر ذكرهم.
والثاني: أن قومهما - وهم بنو إسرائيل - لهم عابدون؛ أي: خاضعون خضوعا مطلقا؛ قد استذلوهم؛ وذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم؛ وعبدوهم؛ كما فرض
فرعون على المصريين أن يعبدوه؛ وقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38ما علمت لكم من إله غيري ؛ ومهما يكن فهم كانوا يعدونهم دونهم؛ كما يعد القوي دائما الضعيف الذليل دونه قدرا ومكانا.
[ ص: 5079 ] nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ؛ اَلْفَاءُ عَاطِفَةٌ مَا بَعْدَهَا عَلَى " فَاسْتَكْبَرُوا " ؛ وَقَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ؛ اَلِاسْتِفْهَامُ هُنَا لِلْإِنْكَارِ؛ بِمَعْنَى النَّفْيِ؛ مَعَ الْإِنْكَارِ الشَّدِيدِ؛ فَالْمَعْنَى: لَا نُؤْمِنُ؛ وَلَا نُذْعِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا؛ وَقَدْ سَبَّبُوا كُفْرَهُمْ بِسَبَبَيْنِ؛ أَوَّلُهُمَا: أَنَّهُمَا مِثْلُهُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ؛ وَكَأَنَّهُمْ تَصَوَّرُوا أَنَّ الرِّسَالَةَ الْإِلَهِيَّةَ لَا تَكُونُ لِبَشَرٍ؛ وَقَدْ لَفُّوا فِي هَذَا لَفَّ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ؛ الَّذِينَ مَرَّ ذِكْرُهُمْ.
وَالثَّانِي: أَنَّ قَوْمَهُمَا - وَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ - لَهُمْ عَابِدُونَ؛ أَيْ: خَاضِعُونَ خُضُوعًا مُطْلَقًا؛ قَدِ اسْتَذَلُّوهُمْ؛ وَذَبَّحُوا أَبْنَاءَهُمْ وَاسْتَحْيَوْا نِسَاءَهُمْ؛ وَعَبَّدُوهُمْ؛ كَمَا فَرَضَ
فِرْعَوْنُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ أَنْ يَعْبُدُوهُ؛ وَقَالَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ؛ وَمَهْمَا يَكُنْ فَهُمْ كَانُوا يَعُدُّونَهُمْ دُونَهُمْ؛ كَمَا يَعُدُّ الْقَوِيُّ دَائِمًا الضَّعِيفَ الذَّلِيلَ دُونَهُ قَدْرًا وَمَكَانًا.