هذا (ومن باب الإشارة في الآيات )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون إلخ فيه إشارة إلى سوء حال المحجوبين بحب الدنيا عن الاستعداد للأخرى فغفلوا عن إصلاح أمرهم وأعرضوا عن طاعة ربهم وغدت قلوبهم عن الذكر لاهية وعن التفكر في جلاله وجماله سبحانه ساهية ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم إشارة إلى سوء حال بعض المنكرين على أولياء الله تعالى فإن نفوسهم الخبيثة الشيطانية تأبى اتباعهم لما يرون من المشاركة في العوارض البشرية
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=11وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة فيه إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=25987في الظلم خراب العمران فمتى ظلم الإنسان خرب قلبه وجر ذلك إلى خراب بدنه وهلاكه بالعذاب ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=24582مداومة الذكر سبب لانجلاء الظلمة عن القلب وتطهره من دنس الأغيار بحيث لا يبقى فيه سواه سبحانه ديار
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19ومن عنده قيل هم الكاملون الذين في الحضرة فإنهم لا يتحركون ولا يسكنون إلا مع الحضور ولا تشق عليهم عبادة ولا تلهيهم عنه تعالى تجارة بواطنهم مع الحق وظواهرهم مع الخلق أنفاسهم تسبيح وتقديس وهو سبحانه لهم خير أنيس ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26بل عباد مكرمون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون إشارة إلى أن الكامل لا يختار شيئا بل شأنه التفويض والجريان تحت مجاري الأقدار مع طيب النفس ، ومن هنا قيل إن
القطب الرباني الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره وغمرنا بره لم يتوف حتى ترقى عن مقام الإدلال إلى التفويض المحض ، وقد نص على ذلك
الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه الجواهر واليواقيت
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30وجعلنا من الماء كل شيء حي قد تقدم ما فيه من الإشارة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35كل نفس ذائقة الموت قال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد قدس سره : من كانت حياته بروحه يكون مماته بذهابها ومن كانت حياته بربه تعالى فإنه ينقل من حياة الطبع إلى حياة الأصل وهي الحياة على الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35ونبلوكم بالشر والخير فتنة قيل أي بالقهر واللطف والفراق والوصال والإدبار والإقبال والجهل والعلم إلى غير ذلك ، ولا يخفى أنه كثيرا ما يمتحن السالك بالقبض والبسط فينبغي له التثبت
[ ص: 57 ] في كل عما يحطه عن درجته ، ولعل فتنة البسط أشد من فتنة القبض فليتحفظ هناك أشد تحفظ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة قال بعض الصوفية : الموازين متعددة فللعاشقين ميزان وللوالهين ميزان وللعاملين ميزان وهكذا ، ومن ذلك ميزان للعارفين توزن به أنفاسهم ولا يزن نفسا منها السماوات والأرض .
وذكروا أن في الدنيا موازين أيضا أعظم موازينها الشريعة وكفتا الكتاب والسنة ، ولعمري لقد عطل هذا الميزان متصوفة هذا الزمان أعاذنا الله تعالى والمسلمين مما هم عليه من الضلال إنه عز وجل المتفضل بأنواع الأفضال .
هَذَا (وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ إِلَخْ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى سُوءِ حَالِ الْمَحْجُوبِينَ بِحُبِّ الدُّنْيَا عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلْأُخْرَى فَغَفَلُوا عَنْ إِصْلَاحِ أَمْرِهِمْ وَأَعْرَضُوا عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِمْ وَغَدَتْ قُلُوبُهُمْ عَنِ الذِّكْرِ لَاهِيَةً وَعَنِ التَّفَكُّرِ فِي جَلَالِهِ وَجَمَالِهِ سُبْحَانَهُ سَاهِيَةً ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ إِشَارَةٌ إِلَى سُوءِ حَالِ بَعْضِ الْمُنْكِرِينَ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّ نُفُوسَهُمُ الْخَبِيثَةَ الشَّيْطَانِيَّةَ تَأْبَى اتِّبَاعَهُمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الْمُشَارَكَةِ فِي الْعَوَارِضِ الْبَشَرِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=11وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25987فِي الظُّلْمِ خَرَابَ الْعُمْرَانِ فَمَتَى ظَلَمَ الْإِنْسَانُ خَرِبَ قَلْبُهُ وَجَرَّ ذَلِكَ إِلَى خَرَابِ بَدَنِهِ وَهَلَاكِهِ بِالْعَذَابِ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24582مُدَاوَمَةَ الذِّكْرِ سَبَبٌ لِانْجِلَاءِ الظُّلْمَةِ عَنِ الْقَلْبِ وَتَطَهُّرِهِ مِنْ دَنَسِ الْأَغْيَارِ بِحَيْثُ لَا يَبْقَى فِيهِ سِوَاهُ سُبْحَانَهُ دِيَارٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19وَمَنْ عِنْدَهُ قِيلَ هُمُ الْكَامِلُونَ الَّذِينَ فِي الْحَضْرَةِ فَإِنَّهُمْ لَا يَتَحَرَّكُونَ وَلَا يَسْكُنُونَ إِلَّا مَعَ الْحُضُورِ وَلَا تَشُقُّ عَلَيْهِمْ عِبَادَةٌ وَلَا تُلْهِيهِمْ عَنْهُ تَعَالَى تِجَارَةٌ بَوَاطِنُهُمْ مَعَ الْحَقِّ وَظَوَاهِرُهُمْ مَعَ الْخَلْقِ أَنْفَاسُهُمْ تَسْبِيحٌ وَتَقْدِيسٌ وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَهُمْ خَيْرُ أَنِيسٍ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْكَامِلَ لَا يَخْتَارُ شَيْئًا بَلْ شَأْنُهُ التَّفْوِيضُ وَالْجَرَيَانُ تَحْتَ مَجَارِي الْأَقْدَارِ مَعَ طِيبِ النَّفْسِ ، وَمِنْ هُنَا قِيلَ إِنَّ
الْقُطْبَ الرَّبَّانِيَّ الشَّيْخَ عَبْدَ الْقَادِرِ الْكِيلَانِيَّ قُدِّسَ سِرُّهُ وَغَمَرَنَا بِرُّهُ لَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى تَرَقَّى عَنْ مَقَامِ الْإِدْلَالِ إِلَى التَّفْوِيضِ الْمَحْضِ ، وَقَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ
الشَّيْخُ عَبْدُ الْوَهَّابِ الشَّعَرَانِيُّ فِي كِتَابِهِ الْجَوَاهِرُ وَالْيَوَاقِيتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ قَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ مِنَ الْإِشَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ قُدِّسَ سِرُّهُ : مَنْ كَانَتْ حَيَاتُهُ بِرُوحِهِ يَكُونُ مَمَاتُهُ بِذَهَابِهَا وَمَنْ كَانَتْ حَيَاتُهُ بِرَبِّهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ يُنْقَلُ مِنْ حَيَاةِ الطَّبْعِ إِلَى حَيَاةِ الْأَصْلِ وَهِيَ الْحَيَاةُ عَلَى الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً قِيلَ أَيْ بِالْقَهْرِ وَاللُّطْفِ وَالْفِرَاقِ وَالْوِصَالِ وَالْإِدْبَارِ وَالْإِقْبَالِ وَالْجَهْلِ وَالْعِلْمِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ كَثِيرًا مَا يُمْتَحَنُ السَّالِكُ بِالْقَبْضِ وَالْبَسْطِ فَيَنْبَغِي لَهُ التَّثَبُّتُ
[ ص: 57 ] فِي كُلٍّ عَمَّا يَحُطُّهُ عَنْ دَرَجَتِهِ ، وَلَعَلَّ فِتْنَةَ الْبَسْطِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْضِ فَلْيُتَحَفَّظْ هُنَاكَ أَشَدَّ تَحَفُّظٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ : الْمَوَازِينُ مُتَعَدِّدَةٌ فَلِلْعَاشِقِينَ مِيزَانٌ وَلِلْوَالِهِينَ مِيزَانٌ وَلِلْعَامِلِينَ مِيزَانٌ وَهَكَذَا ، وَمِنْ ذَلِكَ مِيزَانٌ لِلْعَارِفِينَ تُوزَنُ بِهِ أَنْفَاسُهُمْ وَلَا يَزِنُ نَفْسًا مِنْهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ .
وَذَكَرُوا أَنَّ فِي الدُّنْيَا مَوَازِينَ أَيْضًا أَعْظَمُ مَوَازِينِهَا الشَّرِيعَةُ وَكِفَّتَا الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَلَعَمْرِي لَقَدْ عَطَّلَ هَذَا الْمِيزَانُ مُتَصَوِّفَةَ هَذَا الزَّمَانِ أَعَاذَنَا اللَّهُ تَعَالَى وَالْمُسْلِمِينَ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلَالِ إِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَفَضِّلُ بِأَنْوَاعِ الْأَفْضَالِ .