الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم [31]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الفراء : "كم" في موضع نصب من وجهين: أحدهما بيروا، واستشهد على هذا القول بأنه في قراءة عبد الله بن مسعود (ألم يروا من أهلكنا) والوجه الآخر أن تكون "كم" في موضع نصب بأهلكنا. قال أبو جعفر : القول [ ص: 393 ] الأول محال لأن "كم" لا يعمل فيها ما قبلها لأنها استفهام، ومحال أن يدخل الاستفهام في حيز ما قبله، وكذا حكمها إذا كانت خبرا، وإن كان سيبويه قد أومأ إلى بعض هذا فجعل "أنهم" بدلا من "كم" وقد رد عليه محمد بن يزيد هذا أشد رد، وقال: "كم" في موضع نصب بأهلكنا و"أنهم" في موضع نصب، والمعنى عنده بأنهم أي: ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون بالاستئصال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية