الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ( 117 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وما كان ربك ، يا محمد ، ليهلك القرى ، التي أهلكها ، التي قص عليك نبأها ، ظلما وأهلها مصلحون في أعمالهم ، غير مسيئين ، فيكون إهلاكه إياهم مع إصلاحهم في أعمالهم وطاعتهم ربهم ، ظلما ، ولكنه أهلكها بكفر أهلها بالله وتماديهم في غيهم ، وتكذيبهم رسلهم ، وركوبهم السيئات .

وقد قيل : معنى ذلك : لم يكن ليهلكهم بشركهم بالله . وذلك قوله "بظلم" يعني : بشرك ( وأهلها مصلحون ) ، فيما بينهم لا يتظالمون ، ولكنهم يتعاطون الحق بينهم ، وإن كانوا مشركين ، إنما يهلكهم إذا تظالموا .

التالي السابق


الخدمات العلمية