الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أور ]

                                                          أور : الأوار . بالضم : شدة حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطش ، وقيل : الدخان واللهب . ومن كلام علي - رضي الله عنه - : فإن طاعة الله حرز من أوار نيران موقدة ; قال أبو حنيفة : الأوار أرق من الدخان وألطف ; وقول الراجز :


                                                          والنار قد تشفي من الأوار



                                                          النار هاهنا السمات . وقال الكسائي : الأوار مقلوب أصله الوآر ثم خففت الهمزة فأبدلت في اللفظ واوا فصارت ووارا ، فلما التقت في أول الكلمة واوان وأجري غير اللازم مجرى اللازم أبدلت الأولى همزة فصارت أوارا . والجمع أور . وأرض أورة وويرة ، مقلوب : شديدة الأوار ، ويوم ذو أوار أي ذو سموم وحر شديد . وريح إير وأور . باردة . والأوار أيضا : الجنوب . والمستأور : الفزع ; قال الشاعر :


                                                          كأنه بزوان نام عن غنم     مستأور في سواد الليل مدئوب



                                                          الفراء : يقال لريح الشمال الجربياء بوزن رجل نفرجاء ، وهو الجبان . ويقال للسماء إير وأير وأير وأوور ; قال : وأنشدني بعض بني عقيل :


                                                          شآمية جنح الظلام أوور



                                                          قال : والأوور على فعول . قال : واستأورت الإبل نفرت في السهل ، وكذلك الوحش . قال الأصمعي : استوأرت الإبل إذا ترابعت على نفار واحد ; وقال أبو زيد : ذاك إذا نفرت فصعدت الجبل ، فإذا كان نفارها في السهل قيل : استأورت ; قال : وهذا كلام بني عقيل . الشيباني : المستأور الفار . واستأور البعير إذا تهيأ للوثوب وهو بارك . غيره : ويقال للحفرة التي يجتمع فيها الماء أورة وأوقة ; قال الفرزدق :


                                                          تربع بين الأورتين أميرها



                                                          وأما قول لبيد :


                                                          يسلب الكانس لم يور بها     شعبة الساق ، إذا الظل عقل



                                                          وروي : لم يوأر بها ; ومن رواه كذلك فهو من أوار الشمس ، وهو شدة حرها ، فقلبه ، وهو من التنفير . ويقال أوأرته فاستوأر إذا نفرته . ابن السكيت : آر الرجل حليلته يئورها ، وقال غيره : يئيرها أيرا إذا جامعها . وآرة وأوارة : موضعان قال :


                                                          عداوية هيهات منك محلها     إذا ما هي احتلت بقدس وآرت



                                                          ويروى : بقدس أوارة . عداوية : منسوبة إلى عدي على غير قياس . وأوارة : اسم ماء . وأورياء : رجل من بني إسرائيل ، وهو زوج المرأة التي فتن بها داود - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - . وفي حديث عطاء : أبشري أورى شلم براكب الحمار ; يريد بيت الله المقدس ، قال الأعشى :


                                                          وقد طفت للمال آفاقه     عمان فحمص فأورى شلم



                                                          والمشهور أورى شلم ، بالتشديد ، فخففه للضرورة ، وهو اسم بيت المقدس ; ورواه بعضهم بالسين المهملة وكسر اللام وكأنه عربه ، قال : معناه بالعبرانية بيت السلام . وروي عن كعب أن الجنة في السماء السابعة بميزان بيت المقدس والصخرة ولو وقع حجر منها وقع على الصخرة ; وذلك دعيت أورشلم ودعيت الجنة دار السلام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية