الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد

                                                                                                                                                                                                                                      45 - فكأين من قرية أهلكناها "أهلكتها" بصري وهي ظالمة حال أي : وأهلها مشركون فهي خاوية ساقطة من خوى النجم إذا سقط على عروشها يتعلق بخاوية والمعنى: أنها ساقطة على سقوفها أي : خرت سقوفها على الأرض ثم تهدمت حيطانها فسقطت فوق السقوف ولا محل ل فهي خاوية من الإعراب ؛ لأنها معطوفة على أهلكناها وهذا الفعل ليس له محل وهذا إذا جعلنا كأين منصوب المحل على تقدير كثيرا من القرى أهلكناها وبئر معطلة أي : متروكة لفقد دلوها ورشائها ورفض تفقدها أو هي عامرة فيها الماء ومعها آلات الاستقاء إلا أنها عطلت أي : تركت لا يستقى منها لهلاك أهلها وقصر مشيد مجصص من الشيد الجص أو مرفوع البنيان من شاد البناء رفعه والمعنى: كم قرية أهلكناها وكم بئر عطلناها عن سقاتها وقصر مشيد أخليناه عن ساكنيه! أي : أهلكنا البادية والحاضرة جميعا فخلت القصور عن أربابها والآبار عن واردها والأظهر أن البئر والقصر على العموم

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية