الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

                                                                                                                                                                                                                                      46 - أفلم يسيروا في الأرض هذا حث على السفر ليروا مصارع من أهلكهم الله بكفرهم ويشاهدوا آثارهم فيعتبروا فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها أي : يعقلون ما يجب أن يعقل من التوحيد ونحوه ويسمعون [ ص: 446 ] ما يجب سماعه من الوحي فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور الضمير في فإنها ضمير القصة أو ضمير مبهم يفسره الأبصار أي : فما عميت أبصارهم عن الإبصار بل قلوبهم عن الاعتبار ولكل إنسان أربع أعين عينان في رأسه وعينان في قلبه فإذا أبصر ما في القلب وعمي ما في الرأس لم يضره وإن أبصر ما في الرأس وعمي ما في القلب لم ينفعه وذكر الصدور لبيان أن محل العلم القلب ولئلا يقال إن القلب يعني: به غير هذا العضو كما يقال القلب لب كل شيء

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية