الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [48 - 52] وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون [ ص: 4674 ] قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون أي: شأنهم وعادتهم الإفساد، كما يفيده المضارع وتأكيده بقوله: "في الأرض" الدال على عموم فسادهم. وهو صفة (رهط) أو (تسعة): قالوا تقاسموا بالله أي: ليحلف كل واحد منكم على موافقة الآخرين، بالله الذي هو أعظم المعبودين: لنبيتنه أي: لنقتلنه ليلا. قرئ بالتاء على خطاب بعضهم لبعض: وأهله أي: من آمن معه ثم لنقولن لوليه أي: الطالب ثأره علينا: ما شهدنا مهلك أهله أي: ما حضرنا مكان هلاك الأهل، مع تفرقهم في الأماكن الكثيرة، فضلا عن مكانه، فضلا عن مباشرته: وإنا لصادقون أي: ونحلف إنا لصادقون. أو: والحال إنا لصادقون فيما ذكرنا: ومكروا مكرا أي: بهذه الحيلة: ومكرنا مكرا أي: بأن جعلناهم سببا لإهلاكهم: وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية أي: خالية ساقطة. لم تعمر بعدهم لأنهم استؤصلوا: بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون أي: بأنهم ما أخذوا إلا لظلمهم. وإن عاقبة الظلم الدمار والبوار.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية