الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 247 ] سياق

                    ما روي من كرامات أبي يحيى : مالك بن دينار - رحمة الله عليه -

                    184 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، قال : أنا محمد بن مخلد العطار ، قال : ثنا أبو شعيب صالح بن حمدان الدعاء ، قال : حدثني أحمد بن غسان ، قال : ثنا هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي ، قال : بينما مالك بن دينار يوما جالس إذ جاءه رجل فقال : يا أبا يحيى ، ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين أصبحت في كرب شديد ، فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال : ما يرى هؤلاء إلا أنا أنبياء ! ثم دعا فقال : اللهم إن كان هذه المرأة في . . . فإنك تمحو ما تشاء . . . ثم رفع يده ورفع الناس أيديهم ، وجاء الرسول إلى رجل فقال : أدرك امرأتك ، فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت أسنانه ما قطعت سراره .

                    185 - أخبرنا علي بن محمد ، أنا الحسين ، ثنا عبد الله بن [ ص: 248 ] محمد : حدثني أحمد بن إبراهيم ، عن غسان بن مفضل ، عن شيخ بصري ، عن مالك بن دينار : أنه حم أياما ثم وجد خفة فخرج ليقضي حاجته ، فمر بعض أصحاب الشرط بين يديه قوم يطرقون ، فأعجلوني ، فاعترضت في الطريق ، فلحقني إنسان من أعوانه ، فقمعني أسواطا ، فكانت أشد علي من تلك الحمى ، فقلت : قطع الله يدك ! فلما كان من الغد غدوت إلى الجسر في حاجة فتلقوني به مقطوعة يده معلقة في عنقه .

                    186 - أخبرنا علي ، أنا الحسين ، أنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، عن غسان بن مفضل ، عن العباس بن زريق السلمي - وقد أدرك مالكا - قال : كانت امرأة قد أصابها الماء الأصفر في بطنها فعظمت ليتها ، فأتت مالكا فقالت : يا أبا يحيى ، ادع الله لي ، فقال لها : إذا كنت في المجلس فقومي حيث أراك ، فأتته في مجلسهم ، فقال لأصحابه : إن هذه المرأة قد ابتليت بما ترون ، وقد فزعت إلينا ، فادعوا الله لها ، فرفع مالك يده ورفع القوم أيديهم ، فقال : يا ذا المن القديم ، يا عظيم ، يا من لا إله إلا أنت عافها وفرج عنها ، فانخمص بطنها وعوفيت فكانت تكون مع النساء تحدثهم .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية