الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يسأله من في السماوات والأرض الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : يسأله من في السماوات والأرض يعني مسألة عباده إياه الرزق والموت والحياة، كل يوم هو في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن أبي صالح : يسأله من في السماوات والأرض قال يسأله من في السماوات الرحمة، ويسأله من في الأرض المغفرة والرزق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في الآية قال : الملائكة يسألونه الرزق لأهل الأرض، ويسأله أهلها الرزق لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحسن بن سفيان في «مسنده»، والبزار ، وابن جرير والطبراني ، وأبو الشيخ في «العظمة»، وابن منده، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، وابن عساكر ، عن عبد الله بن منيب، قال : تلا علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذه الآية : كل يوم هو في شأن قلنا : يا رسول الله، وما ذاك الشأن؟ قال : «أن يغفر ذنبا ويفرج كربا، [ ص: 120 ] ويرفع أقواما ويضع آخرين» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في «تاريخه»، وابن ماجه، وابن أبي عاصم ، والبزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والطبراني ، وأبو الشيخ في «العظمة»، وابن مردويه ، والبيهقي في «شعب الإيمان»، وابن عساكر ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله : كل يوم هو في شأن قال : «من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين» زاد البزار : «ويجيب داعيا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : كل يوم هو في شأن قال : يغفر ذنبا، ويفرج كربا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي ، عن أبي الدرداء في قوله : كل يوم هو في شأن قال : يكشف كربا، ويجيب داعيا، ويرفع قوما، ويضع آخرين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 121 ] وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ في «العظمة» والحاكم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في «الحلية» والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن عباس في قوله : كل يوم هو في شأن قال : إن مما خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء، دفتاه من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، عرضه ما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يخلق في كل نظرة، ويرزق، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويغل ويفك، ويفعل ما يشاء، فذلك قوله تعالى : كل يوم هو في شأن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي ، عن عبيد بن عمير : كل يوم هو في شأن قال : من شأنه أن يجيب داعيا ويعطي سائلا، ويفك عانيا ويشفي سقيما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة : كل يوم هو في شأن قال : لا يستغني عنه أهل السماء والأرض، يحيي حيا، ويميت ميتا، ويربي صغيرا، ويفك أسيرا، ويغني فقيرا، وهو سبيل حاجات الصالحين، ومنتهى شكواهم، وصريخ الأخيار .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 122 ] وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ عن أبي ميسرة : كل يوم هو في شأن قال : يحيي ويميت، ويصور في الأرحام ما يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويفك الأسير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن الربيع : كل يوم هو في شأن قال : يخلق خلقا ويميت آخرين، ويرزقهم ويكلؤهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن سويد بن جبلة الفزاري، وكان من التابعين قال : إن ربكم كل يوم هو في شأن، يعتق رقابا، ويقحم عقابا، ويعطي رغابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي الجوزاء : كل يوم هو في شأن قال : لا يشغله شأن عن شأن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد : كل يوم هو في شأن قال : من أيام الدنيا، كل يوم يجيب داعيا، ويكشف كربا، ويجيب مضطرا، ويغفر ذنبا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية