الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين .

                                                                                                                                                                                                                                      ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أن الذين يحادون الله ورسوله داخلون في جملة الأذلين - لا يوجد أحد أذل منهم . وقوله : يحادون الله ورسوله أي يعادون ويحالفون ويشاقون ، وأصله مخالفة حدود الله التي حدها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : في الأذلين أي الذين هم أعظم الناس ذلا . والذل : الصغار والهوان والحقارة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 555 ] وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الذين يحادون الله ورسوله هم أذل خلق الله ، بينه - جل وعلا - في غير هذا الموضع ، وذلك بذكره أنواع عقوبتهم المفضية إلى الذل والخزي والهوان ، كقوله تعالى : ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم [ 9 \ 63 ] ، وقوله تعالى : إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم [ 58 \ 5 ] ، وقوله تعالى : ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب [ 59 \ 3 - 4 ] ، وقوله تعالى : فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار [ 8 \ 12 - 14 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية