nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29000_33679_29689وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21وإليه تقلبون باعتبار ما تضمنته من الوعيد .
والمعجز حقيقته : هو الذي يجعل غيره عاجزا عن فعل ما ، وهو هنا مجاز في الغلبة والانفلات من المكنة ، وقد تقدم عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=134إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين في سورة الأنعام .
فالمعنى : وما أنتم بمفلتين من العذاب . ومفعول معجزين محذوف للعلم به ، أي بمعجزين الله .
ويتعلق قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20في الأرض بـ معجزين ، أي ليس لكم انفلات في الأرض ، أي لا تجدون موئلا ينجيكم من قدرتنا عليكم في مكان من الأرض سهلها وجبلها ، وبدوها وحضرها .
وعطف
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22ولا في السماء على
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20في الأرض احتراس وتأييس من الطمع في النجاة ، وإن كانوا لا مطمع لهم في الالتحاق بالسماء . وهذا كقول
الأعشى :
[ ص: 233 ] فلو كنت في جب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم
ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=22لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، ولم تقع مثل هذه الزيادة في آية سورة الشورى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30ويعفو عن كثير وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ؛ لأن تلك الآية جمعت خطابا للمسلمين والمشركين بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير إذ العفو عن المسلمين ، و " ما " هنا من المبالغة المفروضة وهي من المبالغة المقبولة كما في قول
أبي بن سلمي الضبي :
ولو طار ذو حافر قبلها لطارت ولكنه لم يطر
وهي أظهر في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا . وفي هذا إشارة إلى إبطال اغترارهم بتأخير الوعيد الذي توعدوه في الدنيا .
ولما آيسهم من الانفلات بأنفسهم في جميع الأمكنة أعقبه بتأييسهم من الانفلات من الوعيد بسعي غيرهم لهم من أولياء يتوسطون في دفع العذاب عنهم بنحو السعاية أو الشفاعة ، أو من نصراء يدافعون عنهم بالمغالبة والقوة .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29000_33679_29689وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ بِاعْتِبَارِ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنَ الْوَعِيدِ .
وَالْمُعْجِزُ حَقِيقَتُهُ : هُوَ الَّذِي يَجْعَلُ غَيْرَهُ عَاجِزًا عَنْ فِعْلٍ مَا ، وَهُوَ هُنَا مَجَازٌ فِي الْغَلَبَةِ وَالِانْفِلَاتِ مِنَ الْمُكْنَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=134إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
فَالْمَعْنَى : وَمَا أَنْتُمْ بِمُفْلَتِينَ مِنَ الْعَذَابِ . وَمَفْعُولُ مُعْجِزِينِ مَحْذُوفٌ لِلْعِلْمِ بِهِ ، أَيْ بِمُعْجِزِينَ اللَّهَ .
وَيَتَعَلَّقُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20فِي الْأَرْضِ بِـ مُعْجِزِينَ ، أَيْ لَيْسَ لَكُمُ انْفِلَاتٌ فِي الْأَرْضِ ، أَيْ لَا تَجِدُونَ مَوْئِلًا يُنْجِيكُمْ مِنْ قُدْرَتِنَا عَلَيْكُمْ فِي مَكَانٍ مِنَ الْأَرْضِ سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا ، وَبَدْوِهَا وَحَضَرِهَا .
وَعَطْفُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَلَا فِي السَّمَاءِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20فِي الْأَرْضِ احْتِرَاسٌ وَتَأْيِيسٌ مِنَ الطَّمَعِ فِي النَّجَاةِ ، وَإِنْ كَانُوا لَا مَطْمَعَ لَهُمْ فِي الِالْتِحَاقِ بِالسَّمَاءِ . وَهَذَا كَقَوْلِ
الْأَعْشَى :
[ ص: 233 ] فَلَوْ كُنْتَ فِي جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً وَرُقِّيتَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=22لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ، وَلَمْ تَقَعْ مِثْلُ هَذِهِ الزِّيَادَةِ فِي آيَةِ سُورَةِ الشُّورَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ؛ لِأَنَّ تِلْكَ الْآيَةَ جَمَعَتْ خِطَابًا لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ إِذِ الْعَفْوُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ " مَا " هُنَا مِنَ الْمُبَالَغَةِ الْمَفْرُوضَةِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَالَغَةِ الْمَقْبُولَةِ كَمَا فِي قَوْلِ
أُبَيِّ بْنِ سُلَمِيٍّ الضَّبِّيِّ :
وَلَوْ طَارَ ذُو حَافِرٍ قَبْلَهَا لَطَارَتْ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَطِرْ
وَهِيَ أَظْهَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا . وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى إِبْطَالِ اغْتِرَارِهِمْ بِتَأْخِيرِ الْوَعِيدِ الَّذِي تَوَعَّدُوهُ فِي الدُّنْيَا .
وَلَمَّا آيَسَهُمْ مِنَ الِانْفِلَاتِ بِأَنْفُسِهِمْ فِي جَمِيعِ الْأَمْكِنَةِ أَعْقَبَهُ بِتَأْيِيسِهِمْ مِنَ الِانْفِلَاتِ مِنَ الْوَعِيدِ بِسَعْيِ غَيْرِهِمْ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَتَوَسَّطُونَ فِي دَفْعِ الْعَذَابِ عَنْهُمْ بِنَحْوِ السِّعَايَةِ أَوِ الشَّفَاعَةِ ، أَوْ مِنْ نُصَرَاءٍ يُدَافِعُونَ عَنْهُمْ بِالْمُغَالَبَةِ وَالْقُوَّةِ .